Copyright © Jblo9 BloG
Design by Jblo9

Rechercher

‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 14 مارس 2012

نعم للشريعة في تونس

بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه الطيبين الطاهرين.

بعد صمت طويل، اليوم تكلمت الجمعيات الإسلامية التونسية الناشطة. نعم لتطبيق الشريعة هذا كان النداء الذي توجهت به الجمعيات الإسلامية لكل أطياف الشعب التونسي المسلم، الذي ما لبث يثبت ريادته في كل المجالات.


مجهودات هذه الجمعيات التي تضم نخبة من العلماء و الأئمة التونسيين تبقى محتاجة لدعم و معاضدة. ذلك بأن عدد كبير من التونسيين لا يعرف ماهي الشريعة الإسلامية! الأسباب يعلمها الجميع و هي نتيجة حتمية لـسنوات تجفيف الينابيع من خلال إغلاق منارتي الزيتونة و عقبة ابن نافع التي كانت تشع بعلمها على كامل أفريقيا قبل أن تغلقها أيادي الغدر التي لم ترد للإسلام أن يعيش في أرضه. بفضل الله عاش الإسلام و كل من حاول القضاء عليه إما توفي و إما هرب، ليبقى الإسلام شامخا عزيزًا و لتعود المنارات تشع بنورها من جديد.

يجب أن نقولها بكل صراحة، فلطالما حاول البعض تشويه و تنفير التونسيين من شرع الله و ذلك من خلال طرحه لشبهات كاذبة و هو يعلم. إن كنت من أولئك الذين يبحثون عن الحقيقة و عن ماهي الشريعة الإسلامية السمحاء و ماهي أحكامها و قواعدها أدعوك لقراءة سلسلة التدوينات التي سنطرحها في الأيام القادمة إن شاء الله و التي ستكون بإذن الله بمثابة حوصلة مدققة من كتاب الله و سنة رسوله و من كتب علمائنا و أئمتنا، و سنحاول الإلمام على كل المجالات، الشريعة في السياسة و في الإقتصاد و في الحياة الإجتماعية و في الثقافة.

قبل أن نكمل حديثنا ندعوكم للمشاركة في المسيرة السلمية تحت عنوان "جمعة نصرة الشريعة" المرخصة التي تنظمها جملة من الجمعيات الإسلامية و العلماء و الأساتذة الجامعيين أمام المجلس التأسيسي و ذلك للمطالبة باتخاذ الشريعة الإسلامية مصدرا أساسي و وحيد للدستور، و ندعوكم أيضا لحضور المؤتمر الذي سيقام في قبة المنزه إن شاء الله يوم الأربعاء 20 مارس 2012. في برنامج المؤتمر محاضرات لعلماء و أساتذه جامعيين حول الشريعة الإسلامية. لمن لا يمكنه الحضور سنقوم إن شاء الله بتغطية خاصة للمؤتمر.


 تابعون و إن شاء الله ستكون لكم فكرة عامة عن الشريعة الإسلامية السمحاء. دمتم في رعاية الرحمان.


روابط الحدثين على فايسبوك:
جمعة نصرة الشريعة
مؤتمر الشريعة الاسلامية والدستور التونسي

فهرس سلسلة تدوينات "نعم للشريعة في تونس":
1- ماهي الشريعة الإسلامية
2- أصول و مصادر التشريع الإسلامي

قراءة المزيد ...

الثلاثاء، 6 مارس 2012

خاطرة: أين نحن من نشر العلوم الدينية و الدنيوية؟

سبب تأخرنا على بقية العالم في العلوم توصلت إليه بحمد الله من خلال تجارب عشتها هذا الأسبوع.. الداء الناخر في جسدنا هو كتم العلم، و بالتجربة عندما تريد تعلم شيء جديد و تبحث عنه بلغتنا العربية لن تجد إلا القليل و ربما لا تجد شيئا و إذا بحثت عنه بالفرنسية أو الإنقليزية تجد آلاف بل مئات آلاف الحلول و الأجوبة. المشكل أنك تعلم أن هناك من عنده الإجابة عن أسئلتك من العرب فلماذا لا تجد الإجابة إلا بالفرنسية أو الإنقليزية؟ حتما ليس لجهل كل العرب بالإجابة بل لكتمانهم للعلم.. هم يقومون بنشر العلم ليس من باب عقائدي بل من باب الإستفادة و الإفادة و بعضهم ربما يبحث عن الشهرة أو العمل على الإنترنات.. و نحن الذين تحثنا عقيدتنا على نشر العلم و عدم كتمانه أين نحن من نشر العلم؟
قراءة المزيد ...

الخميس، 16 فبراير 2012

تونس الثورة : بين دكتاتورية الأقلية "الالحادية" و سلبية الأغلبية "المسلمة"

سألت أحد الاصدقاء و قد كنا نتناقش حول مستقبل المجتمع التونسي فقلت له أنت تتقلب في نعم الله فماذا قدمت أو ستقدم للاسلام قال أكتفي بتربية أبنائي. صديقي هذا هو صورة للكثير من التونسيين بل اني أقول لأغلبية التونسيين الذين اختاروا العزلة و السلبية و الانزواء عن صراع محتدم داخل مجتمعنا. صراع بين الخير و الشر بين الاخلاق و الانحلال بين الفضيلة و الرذيلة بين الايمان و الالحاد ، بين الحق و الباطل. المصيبة أن يكون الانسان مسلما و لا ينصر الحق و لا ينحاز للخير، بل يأخذ مسافة من النقيضين و يقول بأنه محايد أو أنه معتدل أو أنه مستقل. هذا الصراع تديره أقلية معروفة بتطرفها و تشددها و شذوذها الفكري و الاجتماعي و حتى الاخلاقي و السلوكي في مقابل ذلك أغلبية صامتة متفرجة سلبية لا تكاد تحرك ساكنا وكأنها جثة هامدة و كأن القضية لا تعنيها و لا تعني مستقبل أبنائها.
سأبدأ بتقديم الأقلية المتفسخة حضاريا و مرتكزاتها العقائدية و الفكرية و مدى استحواذها على السلطة و الاعلام ثم أتعرض بعدها لتقديم الاغلبية المتخاذلة عن نصرة دينها ووطنها. 


1- المتفسخين حضاريا و عقدة المرأة

هذه الفئة من التونسيين هي نتاج 75 سنة من الاستعمار الثقافي الفرنسي و 50 سنة من حكومات تخدير المجتمع، أصيبوا بصدمة حضارية في أول زيارة لهم الى باريس، فخلعوا ملابسهم، وتنصلوا من دينهم و هويتهم و ضوابطهم الاخلاقية و الاجتماعية، منهم من أدمن العيش في الحانات و منهم من أدمن المواخير ...وقالوا أي تخلف كنا نعيش فيه. ثم عادوا الينا (الى تونس) مبشرين و منذرين. مبشرين بالحداثة و التقدمية و منذرين من الرجعية و الظلامية. 
فوجئ المجتمع التونسي بأن حداثتهم و تقدميتهم لم تتعلق بالبحث العلمي و لا ببناء اقتصاد متوازن و متنوع و قوي و لا بالقضاء على الفقر و البطالة و الجريمة و لا بانشاء بنية تحتية متطورية فهم لا يفقهون هذه الامور و لا يهتمون بها، هم لا يعملون و لا ينتجون فقط يجلسون و يتحدثون، يهتمون فقط بالثقافة و ثقافتهم هي موسيقى و مسرح و سينما و رسم و نحت وأدب و..و..و...الرابط المشترك بينها كلها هي جسد المرأة. لأن المرأة هي عماد الأسرة و المجتمع ، اذا صلحت المرأة صلحت العائلة و يصلح المجتمع و لذلك كان تريكزهم على تحرير المرأة من عفتها بدعوى أن الضوابط الاجتماعية و حتى الأخلاقية لا مبرر لها. 
هناك من أحسن الظن بهم و"بنبل " غايتهم، فالمرأة لم تلقى نفس حظوظ الرجل و ظلمت كثيرا خلال الخمسين سنة الاخيرة: تحرش جنسي في وسائل النقل و في العمل، ارتباط لقبها بلقب زوجها بعد الزواج و كأنها شيء تابع له أو تشريف لها، عدم اعداد برامج للتخفيض من نسب العنوسة التي تدمر نفسية المرأة كلما تقدمت في العمر (أتحدث عن المرأة العادية المتوازنة و ليس عن بعض الشاذات)، استغلال جسد المرأة كبضاعة في الاشهارات... والاشكاليات كثير حول المرأة في مجتمعنا. لكن فوجئ ذوي النوايا الحسنة من الذين سايروا هذا التيار التفسخي في البداية، أن كل هذه المشاكل التي تعترض المرأة و تنقص من انسانيتها و تمس صميم كرامتها اليومية لا تهّم دعاة تحرير المرأة من "الحداثيين التقدميين" بل أن الموضوع لا يُطرح حتى للنقاش لديهم. من ماذا سيحررونها اذن؟ طالبوا بالمساواة في الميراث و كأن مشاكل المرأة التونسية انتهت و لم يبقى سوى الجانب المادي و كأن المرأة ترث كل يوم. قيل لهم انكم تظلمون المرأة بطلب المساواة و تجهلون أحكام الدين لأنها ترث في بضع و ثلاثين حالة أكثر من الرجل (راجع ميراث المرأة في الاسلام). ثم بعد ذلك من ماذا ستحررونها؟ قال بعض "التقدميين" لماذا نجبر المرأة على تقاليد الزواج هي حرة في جسدها تفعل به ما تشاء (يقصدون مثل أنثى الحيوان، أكرم الله جميع النساء) لتكون بعد ذلك لقمة سائغة لذوي الغرائز الحيوانية من المتفسخين، و كل ذلك بدعوى حرية المرأة و رفع الظلم عنها.


و لننظر الى نتائج هذا التيار الذي يتبنى النهج الحيواني في حياة الانسان في المجتمعات التي تتطبق هذه الرؤية، فرنسا مثلا يعيش فيها الملايين من الذين تجاوزوا الاربعين سنة لوحدهم (مع كلابهم أو قططهم ربما) يموتون في شققهم فلا يُعلم بأمرهم الا حين تفوح رائحة جثثهم. المرأة في فرنسا تفقد أهميتها في المجتمع اذا تجاوزت الأربعين فلا يسأل عنها أحد و الكل يريد التخلص منها (حتى أبنائها) لأن مؤسسة الاسرة قد تفككت تماما، وهو يجعل البعض منهن يسافرن للبحث عن السياحة الجنسية علها تخفض حجم مأساتهن الاجتماعية هذا ناهيك عن انتشار الامراض النفسية و خاصة الاكتئاب نتيجة الوحدة و الاحساس بغياب السند العاطفي و الذي يؤدي الى الانتحار في كثير من الاحيان. أما في مجتمعاتنا المسلمة و حتى في تلك التي فيها تعدد الزوجات، فالمرأة مكرمة كلما تقدمت في السن كلما زادت قيمتها عند أبنائها (لله درك يا أمي، كم أحبك و أشتاق اليك) و اذا مرضت تجدهم حولها يبحثون لها عن أفضل طبيب و يوفرون لها كل ما تحتاجه و ربما أكثر. ببساطة انه الفرق بين "الحداثة" و "الظلامية".

2- المتفسخون حضاريا وسطوتهم على المال و السياسة و الاعلام
الخطير في الامر أن هؤلاء المتفسخين حضاريا المدعين للحداثة و التقدم بالرغم من أنهم أقلية في تونس الا أنهم يسيطرون على جزء من النسيج الاقتصادي والسياسي و الاعلامي و حتى الامني و الاداري في تونس. هم يضعون البرامج في وزارة المرأة بالتعاون مع الجمعيات ذات نفس التوجه، يحاولون التأثير على المناهج الدراسية لتلاميذنا في المدارس و المعاهد، يسعون من خلال عمليات التوجيه الجامعي الى ابعاد الطالبات عن عائلاتهن، يضعون برامج اعلامية تمجد ثقافة التفسخ و تصور جوهر الهوية على أنه رجعية و ظلامية و تخلف. 
هذه الحملة الشعواء جعلت التونسيين و التونسيات تحت ضغط شديد. اذا كنت منحلا أخلاقيا ومنهزما حضاريا فأنت تقدمي حداثي، و اذا كنت تعيش ضمن الضوابط الاخلاقية و الاجتماعية و تقوم بغربلة السلوكات الغربية لتختار الافضل فأنت رجعي، أما اذا كنت متمسك بدينك و تفتخر بانتمائك لتونس العربية المسلمة فأنت ظلامي تعيش في عصر مضى عليه أربعة عشر قرنا و يتناسى المتفسخون انهم يدعون للعيش على نمط الانسان البدائي منذ عشرات آلاف السنين والذي تحركه غرائزه الحيوانية أكثر من عقله و يغطي فقط نفس الأماكن التي يغطيها "الحداثيات التقدميات" الآن من أجسادهن. لذلك ترى من لهم مناصب اجتماعية هامة يسارعون في الاعلان بأنهم "تقدميون و حداثيون"، و حتى الحكومة الانتقالية لم تجمع في أعضائها الا "الحداثيون التقدميون" بما فيهم وزير الشؤون الدينية الذي من المنطقي بحكم وظيفته أن يكون من " الرجعيين" أو حتى "الظلاميين". و بالتالي فإن الأقلية " الحداثية" و ان كانت تدعي الانفتاح والديمقراطية فهي اقصائية كي لا أقوال استئصالية أو متطرفة.
دعاة التفسخ و الانحطاط الاخلاقي ينظمون أنفسهم في جمعيات يربطون علاقات مع مؤسسات و منظمات دولية، ينشؤون مواقع أنترنات، ينظمون ملتقيات و اجتماعات، يطبعون قصص و كتبا و أقراص و يوزعونها على عمال المصانع و تلاميذ المدارس و طلبة الجامعات. يكتبون المقالات ينشؤون الجرائد و الاذاعات و التلفزات و لا يتركون أية مساحة الا و يستغلونها لنشر عقيدتهم البهيمية البدائية، يجتهدون و ينفقون من أموالهم و يخصصون أوقاتهم بل حياتهم (بعضهن رفضن الزواج كي يتفرغن لمحاربة عفة المرأة أو من أجل أن تكون سلعة ترفق صورتها شبه عارية مع الحذاء و الثلاجة والسجائر) من أجل نشر التفسخ وضرب هوية التونسيين وهم يعلمون أنهم لن يحصوا لا على أجر و لا على راحة بال و لا حتى تحقيقا للذات وأقصى ما يتمنونه اطراء من قناة فرنسية أو جريدة غربية.


3- الأغلبية السلبية وسرقة البساط من تحت أقدامها
أما الأغلبية المسلمة فهي تتفرج و لا تحرك ساكنا، اللهم بعض النقد الخافت هنا أو هناك. هل هذه هي ايجابية المسلم التونسي و قوة ارادته؟ ينتقد القنوات التونسية و يدمن مشاهدتها، ينتقد العري و الانحلال الأخلاقي واللفظي و لا يراقب أبناءه و بناته. من منا حدثته نفسه بنصرة وطنه و مجتمعه من التيار المتفسخ الهدام، من منا قام بعُشر ما قامت به جمعيات الاخلاق الحيوانية من نشاط؟ 

فليسأل كل واحد منا ماذا قدمنا لديننا، لقد ضحى الصحابة و ما بعدهم من المسلمين الصادقين بأموالهم و أنفسهم و أموالهم لننعم نحن اليوم بنعم لا تحصى لعل أهما نعمة الاسلام و التكلم بلغة القرآن. أوجه هذا السؤال للطبيب الذي يتقاضى 40 دينارا عن كل مريض و لا يراعي أوضاع اخوانه من المسلمين في حين أن 20دينار ربما تكفيه، أوجه كلامي للاستاذ الذي يدرس أبناء المسلمين فلا يخلص في تعليمهم و لا يجتهد الى في الدروس الخصوصية، أوجه نقدي لرجل الاعمال الذي لا يخرج زكاة ماله و يأكل أموال عماله وكل مالديه هو رزق من عند الله، الذي يصرف ملايين الدنانير على مشاريعه و لا يخصص بيتا للصلاة أو جزءا من مشاريعه للدعوة الى الله، بل ان البعض يمنع منظوريه حتى من الصلاة. 

ان أغلب من ماتوا قد توفوا و لم يكملوا قضاء حوائجهم و مصالحهم، فمتى يقرر كل منا أن نخصص لوطننا و لمجتمعنا بعض الجهد حتى ترسخ معالم هويتنا في أذهاننا و أذهان أبنائنا، ننتقد كل يوم تصرفات الناس و تكالبهم و انتهازيتهم، ننتقد كثرة انتشار المخدرات و الاجرام، ننتقد العنف اللفظي و المادي، ننتقد الانحلال الأخلاقي و عودة المجتمع لعصور الغرائز الحيوانية. فماذا فعلنا لننشر أخلاق الاسلام و قيمه، و نجعل من ذلك منطلقا لبناء مجتمع متحضر و حديث، كما يحلم به كل انسان.
الكل يقول سوف يدافع غيري، سوف يتبرع غيري، سوف يبني غيري، أو يقول "للكعبة رب يحميها". في حين أننا مطالبون و مسؤولون عن هذا الوطن و هذه الأرض و هذا المجتمع. لماذا لا يأخذ كل منا حسب جهده و ماله و تفرغه بزمام المبادرة و يقم بأنشطة من أجل دينه و دنياه، لماذا زمام المبادرة دائما بيد دعاة التغريب و الانحلال الاخلاقي. متى سنعي خطورة تقاعسنا عن أداء واجبنا تجاه مجتمعنا. في السابق كانت تعلة بطش النظام و الخوف على لقمة العيش و اليوم ماهو المبرر للكسل والتخاذل. هل دور المسلم التونسي هو فقط أداء الصلاة و تربية أطفاله فقط. وحتى تربية الاطفال لن تكون حرا، لأنه سيتلقى مناهج تشككه في هويته و ضوابطه الاخلاقية و الاجتماعية، حينها لا ينفع السلبيين الندم لأنهم لم يأخذوا بزمام المبارة.
قراءة المزيد ...

خاطرة: فرعون و كرسي إبليس

الكرسي العجيب الذي لم أستطع إلى الآن فك شيفرته و فهمه مثلي مثل غيري من العامة الذين لا يلهثون وراءه. يا الله، هذا الكرسي ماذا يصنع بالإنسان!. أريد معرفة سره، لكني أخاف إن اقتربت منه أن يغيّرني كما غيّر غيري، سيبقى سره مبهمًا عندي لكني أرسم للكرسي في مخيلتي صورة تجعلني أتقزز من كل اللاهثين وراءه و الطامعين فيه. فيبدو أن الكرسي مرصع بالخيانة و التكبر و التجبر و العلو و الغرور و الظلم و الجبروت، و الطامح لهذه الأوصاف لن يكون إلا فرعون.. و الكرسي لن يكون إلا كرسي إبليس.
فرق كبير بين الإنسان قبل جريه وراء الكرسي و قبل نيله للكرسي و عند وصوله إليه و بعد الخروج منه.
قراءة المزيد ...

السبت، 11 فبراير 2012

خاطرة: هل العلمانية فعلا عقلانية؟

مجتمع علماني دون مظاهر تدين = مجتمع مادي ميت دون روح، تحكمه المادة و الشهوة
قيم، أخلاق، روحانيات، ظوابط، مبادئ = الدوام لله
يخدعونك فيقولون "نحن نؤمن بالعقل" كأنما المجتمع المتدين هو المجتمع الغير عاقل، بينما العكس تمامًا هو الصحيح.. و للعلم فإن المجتمعات اللائكية بدأت مؤخرًا بالتخلي عن مبادئ اللائكية لأسباب عديدة أهمهما ارتفاع نسبة الإنتحار و الأزمة الإقتصادية العالمية..
الخطأ الكامن في العلمانية أساسًا هو أنها لا عقلانية ببساطة لأنها لا تقوم على ثوابت بل تقوم على عناصر متحولة. فالعقل و المادة و الشهوة بعيدًا عن ثنائية الحلال و الحرام هي عناصر تتغير حسب الشخص و الزمان و المكان. بينما الدين ثابت، و ثبات الدين يتميز بعنصر التناسب مع كل الأشخاص في أي زمان و مكان. لهذا فإن المجتمع العلماني لن يكون أساسًا مجتمعًا لأنه سيكون مفكك ماديا و معنويا. و الآن، بالعقل هل للعقل السليم أن يقبل العيش في عزلة العلمانية؟ إذا و كما قلت: خدعوك فقالوا أنهم يؤمنون بالعقل..
قراءة المزيد ...

الجمعة، 10 فبراير 2012

القناع الشيعي الإيراني: السقوط

إيران الناس الكل متأكده من امتلاكها للتكنولوجيا النووية من 8 سنوات تقريبا، أمريكا إلى يومنا هذا تهدد و لم تفعل شيئا..
العراق الناس الكل تعرف إلي ما عندهاش أسلحة نووية، أمريكا ضربتها بعد شهرين من نزول مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. و بعد اعدام الشهيد الراحل صدام حسين في يوم عيد الإضحى، شكون يحكم في العراق اليوم؟ شيعة .. و شكون يعين الرئيس اليوم؟ إيران
و تعرفوا نوري المالكي شنيا مهنتو الأصلية؟ بائع ملابس .. و تعرفوا آشنوا عمل وقت الحرب في العراق؟ شكل كتائب الموت .. و تعرفوا الكتائب هذي شنيا عملت؟ دمرت مساجد السنة و عملت تطهير طائفي لأهل السنة في العراق إلي هرب أغلبهم للأردن و الكويت .. و اليوم بعد ما شد رئيس تعرفوا على شنيا ناوي؟ ناوي يصفي طارق الهاشمي أبرز شخصية سياسية سنية في العراق..
علاش حكيت الكلام هذا؟ العراق و الشام و أرض الحرمين و بيت المقدس هوما مصير أمة موش مصير شعب فقط. أكبر فيلم بدأ منذ 11 سبتمبر 2001، هدفه تعويض الإسلام (السنة و الجماعة) و تعويضه بالديانة المجوسية (الشيعة).. برشا بش يقولولي لكن الله وعد بحماية الإسلام، نقلك الله سيسألك يوم القيام ماذا فعلت لنصرت الإسلام و إعلاء رايته.. ماذا ستجيب؟ هل تقول بقيت أتفرج؟؟
المهم، فإن العلم بالأمر و فهمه النصف الأول من الحل، النصف الثاني هو محاربة الدين الصفوي الشيعي حتى بكلمة تقولها لمن تعرفهم و تعلمهم بهذا الخطر.

مانيش بش نطول لكن نعرف فما برشا بش يقولولي أنت تعطيهم حجما أكبر من حجمهم، أعطيكم مثال على الخطر الصفوي الشيعي على الأمة الإسلامية، نقولوا جيش فيها 50 ألف، و في هاك الـ 50 ألف جندي فما عميل. الجيش هذا في حرب و الجندي العميل عندو كل المعلومات العسكرية على الجيش. زعمى الجيش ينجم يربح الحرب و العميل هذا موجود؟ مستحيل، و موش مستبعد الـ 49 ألف و 999 جندي لخرين يموتوا لأنوا تحركاتهم معروفة عند العدو.

إيران و الشيعة لا يقلون خطرا على الأمة الإسلامية من إسرائيل و أمريكا، لا بل إنهم أخطر لأنهم يلبسون لباسنا و يأكلون أكلنا و يتحدثون لغتنا. و إلي بش يقلي أمريكا معاديتهم نقلوا أنت واهم، أكبر تحالف صاير على أمة الإسلام اليوم هو بين أمريكا و إيران و إسرائيل. و مادام الشيعة إلا و دام سيلان دماء المسلمين في كل مكان. و هذا الكلام ليس من عندي بل هو من معتقداتهم التي يؤمنون بها. 
قراءة المزيد ...

الجمعة، 20 يناير 2012

الجيش الإلكتروني التونسي يهجم على صفحة "الأف بي أي" إنتقاما لإغلاق موقع Megaupload


قام الجيش الإلكتروني التونسي الليلة بالهجوم على صفحة "الأف بي أي" بالآلاف من التعليقات الساخرة، و كان ذلك على إثر إغلاق SOPA لموقع Megaupload لتبادل الملفات و موقع Megavideo لمشاهدة الأفلام.

وقد ذهبت الكثير من التعليقات إلى المقارنة بين الوكالة التونسية للإنترنات (عمار 404)  بالـ SOPA التي اختار التونسيون تسميتها بـ "مايكل عمار هامر".

يذكر أن الحكومة الأمريكية قامت بتكليف الـ FBI بتشكيل لجنتين لحماية حقوق الملكية الفكرية هما SOPA و PIPA. و من صلحيات هاتين اللجنتين الإغلاق النهائي لأي موقع يحتوي مواد غير مجانية للنشر. ليكون موقع Megaupload و Megavideo المفتوحين لتبادل الملفات هما أول الضحايا. و لا يستبعد أن تكون العديد من المواقع الكبرى و خاصة مواقع التواصل الإجتماعي و تبادل الملفات من الضحايا في الساعات القليلة القادمة.

و في خطوة للتعبير عن رفضها لقانوني SOPA و PIPA قررت مجموعة من المواقع الكبرى و المشهورة عالميا حجب مواقعها لمدة 24 ساعة كتعبير عن رفضها لهذين القانونين الذين يعتبران رقابة على الإنترنات و إنهاء للدور الأساسي الذي لعبته الإنترنات على مدى سنوات ألا وهو تبادل المعلومة و المشاركة. فبعد هذا القانون المجحف، زيادة على إغلاق المئات من المواقع التي يعتاد النشطاء على الشبكة إرتيادها، فإنها ستجعل من الإنترنات مجرد "متجر إفتراضي" كل شيء فيه بثمن.
قراءة المزيد ...

الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

قراءة في الماضي و الحاضر: الفوضى البناءة و سبيل النجاة

بسم الله الرحمان الرحيم

في البداية أستهل كلامي بالصلاة و السلام على رسول الله صل الله عليه وسلم و على آله و صحبه و أترحم على شهداء الثورات العربية، و أدعو ملك الملك جل جلاله أن يسلم إخوتنا في مصر و سوريا و اليمن من كل مكروه و يرد كيد من كاد لهم و أراد بهم السوء في نحره و أن يرد فلسطين و الشيشان و الأحواز و كل أراضي المسلمين المغتصبة ردًا جميلاً إنه على كل شيء قدير.

أردت اليوم أن أتحدث عن موضوع الساعة و هو ما يصيب مجتمعات الثورة العربية من شلل و ما اصطلح على تسميته بـ"الفوضى". هذا الوضع الجديد الذي ما عهدته المجتمعات العربية على الأقل في تاريخها المعاصر و منذ تأسس الدولة الإسلامية. فالمجتمعات العربية لطالما اتصفت بالخمول سواء السياسي أو الإجتماعي، خاصة مع يد الحديد التي كانت جاثمة على السلطة و التي كانت تكتم كل محاولات الإنتفاض. فماهو سر هذا النشاط الفجئي لمجتمعات اعتقد كل العالم أنها قضت نحبها منذ عقود؟

إن الزخم الذي عرفته المجتمعات العربية هو نتيجة حتمية لكبت تواصل سنوات و سنوات. هذا الكبت الذي انطلق منذ الحملات الإستعمارية أي منذ أواخر سنوات حكم الدولة العثمانية ليستمر إلى نهاية العقد الأول من الألفية الثانية. مدة طويلة و جلد كبير من مجتمعات لطالما تاقت إلى الأفضل و ذلك منذ أن تركت المرتبة الأولى عقب الثورة الصناعية الغربية. لكن المجتمع العربي لم يكن أول المجتمعات التي عاشت التجربة، فبما أننا ذكرنا الثورة الصناعية الغربية، دعونا نعود إلى ما قبلها.

في التاريخ العربي، ما يمكن أن نسميه ثورة بأتم ما للكلمة من معنى هو تأسيس الدولة الإسلامية. حيث قام رسول الله صل الله عليه و سلم بجمع نواة أولى في يثرب (المدينة المنورة) و هما قبيلتا الأوس و الخزرج. تلك النواة ما كانت لتعلم أنه في خلال 10 سنوات ستتحول إلى دولة عظمى تخضع الدولة الرومانية و الفارسية. فتمكنت القبائل الرحل المتناحرة من تكوين الحضارة التي حكمت من المحيط الأطلسي غربا إلى الهند شرقا بقيادة الخلفاء و هم علماء دين يحكمون الناس بما أنزل الله. ثورة تأسيس الدولة الإسلامية تبعتها ثورة علمية و ثقافية و أدبية لم يشهد لها العالم مثيلا. خاصة مع الفسحة الكبيرة التي يقدمها دين الإسلام للعلم و الأدب، إضافة إلى احتكاك الحضارة العربية الإسلامية بحضارات أخرى. مما مكن من توليف مزيج ثقافي و علمي نادر. و قد كان السقوط المفاجئ للدولة الإسلامية عقب إخلالات من الحكام أنفسهم بتعاليم الإسلام.


عكست الآية عند المجتمعات الغربية. كانت أوروبا في العصور الوسطى تعيش عصورها المظلمة، فعرفت قرابة 5 قرون من الإنحطاط الفكري و الإقتصادي و الإجتماعي. و كان التدهور الذي شهدته أوروبا ناتجا عن تسلط الكنيسة و فساد الرهبان الذين استباحوا كل مقدرات المجتمعات الغربية. فكانت الثورة على الملوكية و على الكنيسة، ليبرز اليوم ما يسمى بالفكر الحداثي العلماني الذي يفصل الدين عن الدولة. و كانت الثورة الأوروبية أولا اجتماعية و على رجال الدين الذين عاثوا فسادًا، لتتبعها لاحقا ثورة فكرية قادها فلاسفة التنوير، و لتصل إلى ثورة علمية صناعية اقترنت بالإكتشافات الكبرى للأمريكيتين و أستراليا. و اكتملت بذلك مقومات الثورة التي لم تشهد بعدها ثورات أخرى نجاحا مماثلة على الأقل إلى يومنا هذا.

تقول الحكمة المشهور "التاريخ دائمًا يعيد نفسه"، كما رأينا سابقا فالثورة في المجتمع العربي أقامها الإسلام من خلال تأسيسه للدولة الإسلامية و الخروج من الحيز القبلي المتناحر. الأمر معكوس في الغرب، حيث أن الثورة قامت ضد رجال الدين و الكنيسة. و المقوم الذي ساهم في هذا التعاكس بين كل من ثورة تأسيس الدولة الإسلامية و الثورة الغربية هو الحيز الذي يقدمه الدين للعلم و الثقافة، في الإسلام كان هذا الحيز موجودًا عكس الكنيسة التي كبتت ذلك الحيز و نذكر من الأحداث التي تظهر هذا الكبت، إعدام "غاليليو" لمخالفته الكنيسة في أن الأرض مسطحة وقوله بكروية الأرض. بينما لا يذكر المؤرخون حادثة مشابهة لعالم مسلم قتل لفكرة أو اكتشاف. إضافة إلى الحيز فإن فساد رجال الكنيسة و صلاح الخلفاء الذين اشتهروا بالعدل و الحكمة هو العامل الثاني في تعاكس الثورتين الإسلامية و الغربية.

لا بناء دون فوضى تسبق النظام، حكمة وجب الإقرار بها من خلال ما سبق من تجارب تاريخية. أما الفوضى التي سبقت ثورة تأسيس الدولة الإسلامية، فهي الحياة القبلية التي عادت ما تعرف بقسوته و دائما ما تشهد تناحرًا. فالجاهلية كما عرفها الإسلامية كانت فعلا حياة جهل و ظلام، فكانت الأعراف القبلية تحكم، كما لو كانت غابة يسود فيها القوي الضعيف. و أما الفوضى التي سبقت الثورة الغربية، فهي ما يعرف اليوم بالعصور المظلمة، التي لم تختلف كثيرا على المستوى الإجتماعي و الأخلاقي عن حياة الجاهلية. فقد تميزت أيضا بالقبلية و الصراعات و الحياة البدائية التي تنخرم فيها الطبقات الإجتماعية و تتوسع فيها الفوارق الإجتماعية.

سبيل الخلاص، يا ترى ماذا يكون؟ المهم الآن أن مستقبلنا سيكون إن شاء الله أفضل من ماضينا و حتما أفضل من حاضرنا. ربما تكون مرحلة الفوضى طويلة بالنسبة لحياة الفرد، لكنها بمقياس الحضارات و الأمم لا شيء. هذا بناء على تجاربنا العربية السابقة. و عندما نمعن النظر في تجاربنا السابقة، فإن الحل البديهي هو عودة علماء الدين لممارسة دورهم المحوري في المجتمع، بعيدًا عن التزمت و الإنكماش. رد الإعتبار للمؤسسة الدينية سيكون سبيل النجاة الذي يعيد بناء الدولة التي أقامها خاتم الأنبياء و المرسلين. الدولة التي تمنح للأديب و العالم حيز الإبداع مع الإلتزام بضوابط الشرع التي تستوعب كل ما فيه خير للبشرية.

الطريق المسدود هو دائما طريق المقلدين، فكثير لا يميز خصوصيات المجتمعات العربية عن نظيراتها الغربية. فربما يرى البعض أن الثورة يجب أن تكون ثورة على رجال الدين المسلمين، لا لشيء ارتكبه علماء الإسلام بل فقط لتقليدهم الأعمى للغرب و عدم تمييزهم المسجد عن الكنيسة. هذا الطريق الذي وجب الحذر منه فإضافة إلى أنه يعتبر إجهاضا للثورات العربية فهو سيطيل فترة الفوضى التي تتبع الثورات مما سيؤدي إلى نتائج لا يحمد عقباها حضاريا. و كم من حضارة سبقتنا اندثرت.

بنظرة تفاؤل ننظر إلى الغد الذي نتوسم فيه الخير، و ما أمكنني ختم كلامي إلا بتنويه في شكل لفت نظر للمتشبعين بالفكر الغربي: عوض رفعكم لشعار "فصل الدين عن الدولة" وجب عليكم أن تفكروا في "فصل المسجد عن الكنيسة". وما قصدته هنا هو العودة إلى التاريخ و عدم إسقاط قوالب غربية جاهزة على مجتمعاتنا العربية التي تختلف كل الإختلاف عن الغرب في خصوصياتها و تاريخها. فإن كان التاريخ يرحم لرحم من سبقكم.


بقلم: فاروق الإسلام
قراءة المزيد ...

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

الكرم لحد بن علي: ملحمة 12 و 13 جانفي

عام مضى، الثورة التونسية تطفئ شمعتها الأولى. في هذه الذكرى الأولى دعونا نعود بالأحداث إلى الوراء. فمع تسارع الأحداث و الصدمة التي عاشها الشارع التونسي بعد فرار المخلوع في زمن قياسي، لم يتمكن الشعب التونسي من استيعاب إنجازه. كما أنه إلى يومنا هذا لم ينل كل ذي حق حقه.

الإنطلاقة كانت من بوزيد مهد الثورة، عندما أشعل محمد البوعزيزي النار في جسد الثورة. و ما لم يعرفه حينها أنه يشعل فتيل ثورة ستسقط لاحقا كراسي الطواغيت الجاثمين على قلوب شعوبهم و المتمعشين من دمائهم. فكانت الثورة، شهيد فشهيد كان الشباب وقودها، فواجهوا بكل بسالة الرصاص بصدور عارية و بالحجارة، اقتداء بأطفال الحجارة في فلسطين. أعلن الشباب التونسي انتفاضته الأولى على الطغيان. فكان العنوان الأول الكرامة و الحرية.

مجازر الرقاب و تالة و القصرين أججت نار الثورة التي امتدت لبقية ولايات تونس. فكانت ولاية وراء أخرى تنتفض ضد نظام السابع من نوفمبر. فكانت قفصة و جندوبة و الكاف و قابس و تطاوين و جرجيس و جربة و باجة و بقية المناطق الداخلية. لتمتد الإحتجاجات إلى الولايات الكبرى فكانت سوسة و صفاقس و نابل. إلى أن بلغت الإحتجاجات تونس يوم 10 جانفي 2011.

كانت أكثر المناطق احتقانا في العاصمة حي الإنطلاقة و حي التضامن و الأحياء الشعبية و لكن المنطقة التي كانت أكثر تحديا هي منطقة الكرم بالضاحية الشمالية للعاصمة. أين كان التحدي؟ التحدي يكمن في أن مدينة الكرم لا تبعد إلا ثلاث كيلومترات على القصر الرئاسي.
Agrandir le plan
و للتاريخ سأسرد لكم ما حصل في الكرم حتى نعطي هذه المنطقة النصيب الذي تستحقه، فلقد كان دورها محوريا في زعزعة نظام بن علي.

التعزيزات الأمنية في المنطقة كانت منذ يوم 8 جانفي 2011 ظاهرة لكل السكان، و حتى نشاط البوليس السياسي و أزلام التجمع كان مفظوحا. و هذا لأنهم كانوا يعلمون مدى حساسية مدينة الكرم خاصة و إنها من أكثر المناطق التي عانى أبناؤها من الترحيل و السجن و التعذيب. على الرغم من كل تلك التضييقات تشكلت مجموعة من الشباب الذي عقد العزم على الخروج عن الصمت. فكان يوم 12 جانفي 2011 عندما تم الإعلان عن حضر للتجول. فكانت ساعة الصفر السابعة مساء عند إنطلق حضر التجول. خرج شباب الكرم كاسرين لحضر التجول، و أعلنوها بأعلى صوت "تونس تونس حرة حرة و بن علي على بره". نعم كان الشعار وليد اللحظة و كان يصدح الجدران، يدك أركان نظام بن علي. كان ذلك كالكابوس على بن علي الذي قال علي السرياطي أنه لم ينم منذ تلك الليلة و إلى أن غادر البلاد فارًا. فأمر المخلوع زبانيته من مجرمي الداخلية بأن يقوم بإسكات الأصوات التي أصبحت أقرب من أي وقت مضى. فكانت الليلة الأولى من المواجهات التي دارت حول مركز شرطة منطقة 5 ديسمبر بالكرم الغربي. 



اليوم الأول كانت حصيلته 3 جرحى. الكرم كأنها لم تنام، يوم 13 جانفي 2011 المواجهات تنطلق مبكرا منذ قرابة الرابعة بعد الزوال. اليوم أحسست و أنا بينهم كأن أيام بن علي أصبحت معدودة. فقد كانت المعادلة عند كل الشباب "إما نحن و إما بن علي". معادلة صعبة ففي الكفة حياة و في الكفة الأخرى موت. تلك الليلة ما شاهدت فيها تعزيزات أمنية أكبر من التي شاهدتها في الكرم. كأن بن علي قبل التحدي و أعد عدته ليحصد الأرواح من أجل كرسيه. هذا مالتقطته عدست هاتفي، هي مشاهد نادرة أمام رصاص بن علي. و لكنها ثمينة للتاريخ.



قام الشباب ليلتها بمحاصرة مركز شرطة 5 ديسمبر و هو يقع في مفترق طرق بين 5 ديسمبر و صلامبو و منطقة سيدي عمر و شارع المنصف باي. و كان الشباب يواجهون قوات القمع من الجهات الأربع. كانت حصيلة ذلك اليوم في الكرم دامية، 9 شهداء و 40 جريح. في نفس تلك اللحظات التي شاهدتم منها لمحات، كان فيلم السيارات المأجورة و وعود بن علي الكاذبة تبث على شاشات القنوات البنفسجية. هذا ما سجله أحد الأصدقاء من مستشفى خير الدين الجهوي.




الصورة تتحدث، فما حصل في الكرم ليلة 13 جانفي 2011 ما كان أقل بشاعة مما حصل في الرقاب و تالة و بقية المناطق. تلك الليلة كانت مفصلية، شباب الكرم مر إلى التصعيد. الكثير منكم لا يعلم أن نية شباب الكرم تلك الليلة كانت الزحف إلى قصر الرئاسة اليوم الذي يليه. و ربما كانت نهاية بن علي تكون على أيديهم لولا فراره.


صبيحة يوم 14 جانفي كانت بعنوان "مأتم في كل شارع" لكنها في نفس الوقت كانت يوم فرح لمنطقة الكرم التي عرفت إنسحاب لسفاحي الداخلية. معلنة بطريقة غير مباشرة عن انتصار الدم على السيف. و هذا ما أمكنني تصويره يومها.






كانت تلك نهاية بن علي، كل شهيد في تونس كان نداء للشهيد الذي يليه و كل شهيد زف في الكرم كان يوازيه مسمار يدق في نعش بن علي و كرسيه الذي سقط مع زغاريد الأمهات و دموع الحرقة على فقدان الأحباب. كانت تلك نهاية المخلوع، و عرشه الأسطوري الذي زعم الكثير أنه لا يتزعزع. شهادتي كانت رد اعتبار لكل من كان هناك و قال لا للظلم. سواء الأحياء منهم أم الأموات. تحديتم و انتصرتم بدمائكم على الكرسي الذي قيل أنه لا يهزم.

أردت من المقال أن يكون لمسة وفاء لشهداء تونس و لشهداء الكرم. كما أردته تحية للشهداء الأحياء من جرحى الثورة، و رجال الثورة بالكرم و هم الإسم على المسمى. تحية لمن أرعب بن علي و أرق نومه و جعل منه في النهاية هاربا مخلوعا ذليلاً.













بسم الله الرحمان الرحيم
 ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ( 169 ) فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 170 ) يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ( 171 ) الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ( 172 ) الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ( 173 ) 
صدق الله العظيم      














في النهاية، أدعوا الجميع لإحياء الذكرى الأولى لثورة 14 جانفي التي ستكون أيام 13 و 14 جانفي القادم، حتى نعيد معا ذكرى إحياء تلك الملحمة، رحم الله الشهداء و تحيا تونس عصية على الطغاة و الجبابرة.

بقلم: فاروق الإسلام
قراءة المزيد ...

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

إلى متى ولونك بنفسجي يا إعلام؟

اعلامنا : اعدامنا
يركلنا
بشتمنا
يبصق فى وجوهنا
و ما بايدينا سوى ان نشكر الاحسان
اليس شيئا رائعا
ان يصفع الانسان على قفاه بالالوان


هذا أفضل وصف لإعلام العار و تعامله مع كل القضايا الحساسة في المجتمع...
- قضية شهداء الكرم الغربي و الشهادات الطبية المزورة: إعلام العار عوض سماع المعني بالأمر و هم عائلات الشهداء استجوب إدارة المستشفى و الطبيب المتهم و بنى حولها أطروحة
- قضية جامعة منوبة: يبدو أن الجميع طلبة و لهم حقوق عند الإعلام ما عدى الطلبة الملتزمين من إناث و ذكور.. نوع من أنواع التمييز العنصري يمارس على هذه الطبقة حيث من خلال متابعتي لنشرة أخبار "الوطنية" لم يذكر مقدما الأخبار و لو لمرة كلمة طلبة لوصفهم الطلبة المعتصمين من أجل حق المنقبات في التعليم، اكتفى مقدما الأخبار بوصف المحتجين بـ "الملتحين" كأن هؤلاء الملتحين ليسوا بطلبة و المفروض أن يكون تقديمهم على أساس صفتهم و هي طلبة و كفى. و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على العقلية العنصرية التمييزية التي يريد الإعلام خلقها في المجتمع. الملتحي وصف لشكل و ليس صفة يتم التعريف بها. أيضا بالنسبة للطالبات المنقبات فلم أسمع أيضا كلمة "طالبات" لوصف الطالبات المنقبات، كأنما هن لسنا طالبات أصلا حتى يتم حرمانهن بأسلوب تعسفي خارج عن القانون عن الدراسة.
في هذه القضية، الجميع رأى مستوى عميد كلية منوبة في الحصاد المغاربي على الجزيرة و كيفية وصف المنقبات بأبشع الأسماء، هذا يدخل في باب التمييز العنصري. سمعت كثيرا الحديث عن أن هؤلاء "أقلية"، و إن كانوا أقلية؟ فهل هذا يعطيك الحق أن تقمعهن؟؟ ألم تكونوا منذ أسابيع قليلة تنادون بحقوق الأقليات؟
التعامل الخارج حتى عن المبادئ الإنسانية مع المنقبات، و هذا الأسلوب المتعجرف قولا و فعلا لن يولد إلا الفوضى. و من الطبيعي أن أرى توقف الدروس و الإعتصام. باختصار لأن من بيده القرار هو طرف في النزاع.
في النهاية أقول أن من لا يرى من الغربال أعمى و إنها لا تعمى الأبصار بل تعمى القلوب التي في الصدور.
تحياتي للنازيين الجدد من اليسار المتطرف الذين يريدون إثبات وجودهم مع الأصاغر بعد فشلهم المخزي في صنف الأكابر.
قراءة المزيد ...

الخميس، 3 نوفمبر 2011

اللائكية: حمار ينتحر

لم أجد عنوان للمقال أكثر تعبيرا مما وجدت. بين الغباء السياسي و الإنحطاط الثقافي، يتخبط دعاة اللائكية في تونس. يسمون أنفسهم "النخبة المثقفة" و كأن الثقافة حكر على نخبة دون أخرى، مع العلم أنهم لا يحملون من التسمية شيئا. يختبؤون وراء شعارات رنانة، كاذبة.. حرية التعبير، الديمقراطية، حقوق المرأة، الحداثة و التقدم. سنبدأ نقطة بنقطة لنكشف حقيقة هذا الحمار و سنتحدث بعدها عن طريقته المبتكرة في الإنتحار.

لنستهل حديثنا عن حرية التعبير. قبل كل شيء، فإن تعريف المصطلح في حد ذاته يختلف من مكان إلى آخر. لكن الجميع اتفق في نقطة أن الحريات تقتضي الإلتزام في المقابل بواجبات و تضبط الحريات قوانين، حتى لا يتحول المجتمع إلى غابة.
و هنا نقطة من نقاط الغباء اللائكي، فتحت مسمى حرية التعبير وفي غياب القانون ومؤسساته. قاموا بانتهاكات خطيرة في حق الهوية و الدين. و هي في مجتمعنا ليست مجرد خطوط حمراء كما يقول البعض، بل هي كل ما يملك المجتمع التونسي. فالهوية و الدين من أهم ركائز المجتمع التونسي، حيث أنها كانت الرابط في غياب الدولة. و خطورة إنكسار هذا الرابط بمثابة إلقاء قنبلة نووية. ولهذا كان من الطبيعي أن تلتف جل أطياف المجتمع حتى الغير مسلمة حول هذين العنصرين الجامعين لمكونات المجتمع التونسي. المهم أن الحمار اللائكي بتصرفه الأخرق أصبح يمثل بالنسبة للشعب تيار فكري إنفصالي خارج عن طبيعة المجتمع. و هذا لا يستغرب من هذا الفكر الدخيل بما أنه قادم من فرنسا.
بعد الرفض الذي أبداه المجتمع التونسي لهذا الفكر الدخيل، سارع الحمار اللائكي إلى نعت كل معارضيه بالظلامية و التطرف الديني، و كان ذلك بهدف محاصرة ردة الفعل الشعبية الطبيعية. الآن لنلقي نظرة حول حدود حرية التعبير في بعض الدول الغربية "الظلامية و المتطرفة دينيا" مثل الشعب التونسي:

فرنسا: يمنع القانون الفرنسي أي كتابة أو حديث علني
يؤدي إلى حقد أو كراهية لأسباب عرقية أو دينية ويمنع أيضا تكذيب جرائم الإبادة الجماعية ضد اليهود من قبل النازيين ويمنع أيضا نشر أفكار الكراهية بسبب الميول الجنسية لفرد. وقد أتهم القضاء الفرنسي المفكر الفرنسي رجاء جارودي وكذلك الكاتب الصحفي إبراهيم نافع بتهمة معاداة السامية حسب قانون جيسو. في 10 مارس 2005 منع قاضي فرنسي لوحة دعائية مأخوذة من فكرة لوحة العشاء الأخير للرسام ليوناردو دا فينشي. حيث تم تصميم اللوحات الدعائية لبيت قيغباود لتصميم الملابس وأمر بإزالة جميع اللوحات الإعلانية خلال 3 أيام. حيث أعلن القاضي بأن اللوحات الدعائية مسيئة للروم الكاثوليك. وعلى الرغم من تمسك محامي قيغبادو بأن منع الإعلانات هو نوع من الرقابة وقمع لحرية التعبير، إلا أن القاضي اقر بأن الإعلان كان تدخل مشين وعدواني بمعتقادات الناس الخاصة. وحكم بأن محتوى الإساءة إلى الكاثوليك أكثر من الهدف التجاريِ المقدم.[1]

ألمانيا : في القانون الأساسي الألماني والذي يسمى Grundgesetz ينص البند الخامس على حق حرية الرأي والتعبير، ولكنه يرسم حدوداً مماثلة للقانون الفرنسي تمنع خطابات الكراهية ضد العرق والدين والميول الجنسية إضافة إلى منع استعمال الرموز النازية مثل الصليب المعقوف.

بولندا : لحد هذا اليوم يعتبر الإساءة إلى الكنيسة الكاثوليكية ورئيس الدولة جريمة يعاقب عليها القانون حيث تم الحكم بالسجن لمدة 6 أشهر على الفنان البولندي دوروتا نيزنالسكا Dorota Nieznalska في 18 يوليو 2003 لرسمه صورة العضو الذكري على الصليب وتم غرامة الصحفي جيرزي أوروبان بمبلغ 5000 يورو في 5 يناير 2005 لإساءته لشخص يوحنا بولس الثاني.

كندا : يمنع القانون الكندي خطابات وأفكار الكراهية ضد أي مجموعة دينية أو عرقية وتمنع الأفكار أو الكلام أو الصور التي تعتبر مسيئة أخلاقيا من الناحية الجنسية حسب القوانين الكندية وفي 29 ابريل 2004 وافق البرلمان على قانون يمنع الإساءة لشخص بسبب ميوله الجنسية.

الولايات المتحدة : في الولايات المتحدة وضعت المحكمة العليا مقياسا لما يكن اعتباره إساءة أو خرق لحدود حرية التعبير ويسمى باختبار ميلر Miller test وبدأ العمل به في عام 1973 ويعتمد المقياس على 3 مبادئ رئيسية وهي : عما إذا كان غالبية الأشخاص في المجتمع يرون طريقة التعبير مقبولة وعما إذا كان طريقة إبداء الرأي يعارض القوانين الجنائية للولاية وعما إذا كانت طريقة عرض الرأي يتحلى بصفات فنية أو أدبية جادة. ومن الجدير بالذكر أن إنكار حدوث إبادة جماعية لليهود لا يعتبر عملا جنائيا في الولايات المتحدة ولهذا تتخذ معظم مجموعات النازيون الجدد من الولايات المتحدة مركزا إعلامياً لها. وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001 صُدّق في الولايات المتحدة على قانون يعرف بـ PATRIOT Act الذي يمنح الأجهزة الأمنية صلاحيات واسعة تمكنها من القيام بأعمال تنصت ومراقبة وتفتيش دون اللجوء إلى التسلسل القضائي الذي كان متبعا قبل 11 سبتمبر 2001.
بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 صدق في الولايات المتحدة على قانون يعرف بـ PATRIOT Act الذي منح الأجهزة الأمنية صلاحيات واسعة تمكنها من القيام بأعمال تنصت ومراقبة وتفتيش دون اللجوء إلى التسلسل القضائي الذي كان متبعا قبل 11 سبتمبر 2001. ومع بدأ الولايات المتحدة حملاتها العسكرية على كل من أفغانستان والعراق فيما يعرف بالحرب على الإرهاب وتعرض مقرات بعض القنوات الإخبارية والصحافيين العاملين بها لاعتداءات متكررة من قبل القوات الأمريكية بدأت تظهر مزاعم حول تعمد ذلك وخاصة بعد استهداف مقر قناة الجزيرة الإخبارية في أفغانستان عام 2002 وفي بغداد أثناء عملية غزو العراق 2003 والتي أدت إلى مقتل مراسل الجزيرة في بغداد طارق أيوب وساعد في تأكيد ذلك نشر صحيفة الديلي ميرور البريطانية في نوفمبر 2005 وثائق سرية اشتهرت باسم وثيقة قصف الجزيرة مفادها أن الرئيس الأمريكي جورج و. بوش كان يرغب بقصف المركز الرئيسي لقناة الجزيرة في قطر وقد نفى متحدث البيت الأبيض هذه الإتهامات.

أستراليا : في فبراير 1996 تم الحكم على السياسي الماركسي ألبرت لانغر Albert Langer بالسجن لمدة 10 أسابيع لتحريضه الناخبين على كتابة أرقام أخرى لم تكن موجودة ضمن الخيارات في ورقة الاقتراع، وذلك لإظهار الاحتجاج على الحزبين الرئيسين المتنافسين. وقد اعتبر هذا مخالفا لقوانين الانتخابات في أستراليا.
في بلجيكا منعت السلطات المحلية لمدينة Middelkerke في 6 فبراير 2006 الفنان ديفد سيرني David Cerny من عرض تمثال للرئيس العراقي السابق صدام حسين في أحد المعارض الفنية. ويظهر التمثال صدام حسين على هيئة سمكة قرش ويده مكبلةٌ بالأغلال من الخلف في حوض من الفورمالين. واعتبرت السلطات هذا العمل الفني مثيرا للجدل وقد يسبب احتجاجات من الأطراف المؤيدة للرئيس العراقي السابق.
الدول الأفريقية : هناك العديد من الدول الأفريقية التي تنص دساتيرها على حق حرية التعبير، ولكنها لا تطبق على أرض الواقع بنظر المراقبين الدوليين لحقوق الإنسان الذين أشاروا إلى خروق واضحة لحق المواطن في التعبير عن رأيه بحرية في كينيا وغانا. ويعتبر البعض إريتريا في مقدمة الدول في اعتقالها للصحفيين. وهناك رقابة حكومية على وسائل الأعلام في السودان وليبيا وغينيا الاستوائية بينما تظهر بوادر تحسن في حقوق الحرية في الرأي في تشاد والكاميرون والغابون.

الدول الآسيوية : هناك العديد من الدول الاسيوية التي تنص دساتيرها على حق حرية التعبير، ولكنها لا تطبق على أرض الواقع بنظر المراقبين الدوليين لحقوق الإنسان الذين أشاروا إلى خروق واضحة لحق المواطن في التعبير عن رأيه بحرية في فيتنام وميانمار وكوريا الشمالية. وأشارت تقارير المراقبين إِلى أن هناك تحسناً في مجال حرية التعبير في الصين مقارنة بالسابق، إلا أن الحكومة في الصين لا تزال تراقب وسائل الأعلام وتمنع مواطنيها من الدخول إلى العديد من مواقع الإنترنت بما فيها موسوعة ويكيبيديا [2].

الهند : في 26 سبتمبر 1988 أصدرت السلطات القضائية الهندية قرارا بمنع سلمان رشدي من دخول الهند عقب نشره لروايته المثيرة للجدل [آيات شيطانية] التي اعتبرها المسلمون إهانة للدين الإسلامي. وقد احتوى أحد فصول الرواية على شخصية كانت اسمها ماهوند اعتبرها المسلمون محاولة من سلمان رشدي للإساءة إلى شخص رسول الإسلام وزوجاته حيث ورد ذكر دار للدعارة في مدينة الجاهلية والتي يقصد سلمان رشدي بها مدينة مكة وكان في دار الدعارة هذه 12 امرأة وكانت أَسماؤهن مطابقة لأسماء زوجات الرسول محمد. وفي الكتاب أيضا وصف تفصيلي للعمليات الجنسية الذي قام بها ماهوند.

و الكل يعرف الحادثة الأخيرة في كوريا الجنوبية و كيف قامت السلطات بتغريم برنامج تلفزي مبلغا ماليا ضخما بعد حكم قضائي بسبب عرض برنامج فكاهي يرتدي فيه أحد الممثلين اللباس الخليجي..

وهنا كلمة للحمار اللائكي التونسي، قبل الحديث عن حرية التعبير إعرف حدودك. فمن حق الشعب أن يتجاوز حدوده إن أنت تجاوزت حدودك. ففي غياب القانون و الدولة، مبدأ المعاملة بالمثل هو الذي يحكم، و تحكم الأخلاق العامة للشعب، لا الأخلاق التي تريدها أنت.

لننتقل الآن إلى الديمقراطية، و هي من أخطر الأوراق التي يلعبها الحمار اللائكي. شعار رفعته كل الأحزاب اللائكية طيلة الحملة الإنتخابية. الديمقراطية تعريفا هي الحكم للشعب. من أهم أسسها أن الدولة الديمقراطية تقوم على الإنتخاب و دولة القانون التي تسهر على ضبطها مؤسسات و الفصل بين السلط...
أولا، من المضحك أن تسمع هذا الشعار من حزب هو نفسه لا يحترم القانون. قانون منع الإستشهار الذي قامت الأحزاب اللائكية بانتهاكه، و يوم الصمت الإنتخابي الذي صمت فيه الجميع و تكلم فيه الحمار اللائكي و حتى يوم الإنتخاب لم يلبث الحمار اللائكي يعكر صفو الفرحة التي كان تشهدها تونس و العالم بأول إنتخابات عربية نزيهة.
ثانيا، بعد الإنتخابات و فشل الحمار اللائكي في الوصول إلى السلطة على الرغم من الأموال الطائلة التي صرفت و كل التجاوزات التي أدركها الشعب. مر الحمار اللائكي إلى الخطوة الثانية وهي ما تعرف في تونس بـ "نلعب و إلا نحرم". فخرج الحمار اللائكي إلى وسائل الإعلام الغربية لينهق بالخطر الإسلامي الذي يحدق بتونس و ليكذب على العالم بل و بلغ بهم الأمر دعوة أسيادهم و مبتدعي فكرهم إلى التدخل في سيادة الدولة التونسية بتعلة التاريخ الإستعماري الفرنسي و هي دعوة صريحة للوصاية الفرنسية على الدولة التونسية. كل شيء يهون من أجل الكرسي، حتى و لو كان الثمن الإستعمار، هكذا يفكر أو يظن الحمار اللائكي.
نصيحتي للحمار اللائكي فيما يخص الديمقراطية، لو كنت حقا ديمقراطي لاحترمت إرادة الشعب و لما سارعت في التشكيك في انتخابات شهد العالم بنزاهتها. بل أنك حتى لا تستحق حمل جنسية هذا الوطن، لأنك يا حمار اللائكية تدعوا إلى استعمار تونس بكل وقاحة. أقول لك أنك واهم، فلهذا الوطن أسود ستذود عنه.

ننتقل الآن إلى الخدعة الثالثة، حمار اللائكية من أكبر المدافعين عن المرأة. على الرغم من أن المرأة التونسية قادرة على الدفاع عن حقوقها و لا تحتاج وصاية من أحد. في نفس الوقت فالحمار اللائكي من أكبر المعارضين لحق المرأة في ممارسة معتقداتها. تناقض ما بعده تناقض. الحمار اللائكي أيضا يدعي أن الإسلاميين يجبرون النساء على التدين. هذا ما بحثت عنه في كل أرجاء تونس و لم أجده. بالله عليكم، أي إمرأة تونسية أجبرها الإسلاميون على التدين فلتترك تعليقا هنا و أنا مستعد للإتصال بها و نشر شهادتها.

الحداثة و التقدم، من يسمع الكلمتين يحال فكره على العلوم و الصناعات المتطورة.. هههه لا تحلم فليست هذه حداثة الحمار اللائكي و لا هذا تقدمه. فللحمار اللائكي حداثة و تقدم يخصانه وحده، فأما الحداثة فهي إسقاط القيم و المبادئ المجتمعية و أما التقدم فهو نشر الفكر الإباحي و الإلحادي اللاديني، وهي النسخة المشوهه المستوردة من فرنسا، التي و على الرغم من ريادتها في الفكر اللائكي مازال مجتمعها في معظمه محافظا. بهذه الطريقة يصبح تعريف الضد "ظلامي و متطرف" فأما الظلامي فهو كل من يعارض إسقاط القيم و المبادئ التي يجتمع عليها التونسييون و أما المتطرف فهو ذاك الذي يرفض فكر الحمار اللائكي الإباحي و الإلحادي اللاديني. 

إذا، فكيف انتحر الحمار اللائكي؟ بالطبع، لم يلقي بنفسه في البئر كما في الصورة..
أترك لك المجال للتفكير في الطريقة التي انتحر بها الحمار اللائكي المتتونس.
قراءة المزيد ...

الثورات العربية و العالمية: جزء صفقة إبليس الأزلية مع المتنورين و الصهاينة

صباح الخير للجميع،
على ذكر إحتجاجات وول ستريت و التي بدأت تأخذ منحى جدي مع انضمام ولايات كبرى للإحتجاجات كتكساس و فلوريدا. البارحة انضم جورج بوش للإحتجاجات في وول ستريت و المطالبة بـإنهاء الرأسمالية المجحفة.
جورج بوش ماذا يعني؟
جورج بوش يعني المتنورين illuminati
الكثير يسخر من ورق لعب المتنورين التي تتكون من 100 ورقة أصدرها "ستيف جاكسون" سنة 1994 بعد خلافه مع المتنورين فقرر كشف خططهم من خلال وضعها على أوراق اللعب المشهورة.
هذه ورقة من أوراق المتنورين، و نذكر أنها من 1994...
هي ليس تنبآت بل إنها مخططات معدة و مدروسة بعناية و لا أستبعد أن تكون مخططات شيطانية بما أن الكثير من المتنورين هم من "عبدة الشيطان"..
هنا وجب أن نقف في لحظة تأمل..
الثورات العالمية ---> المتنورون illuminati
و طعني في براءة الثورات ليس تمجيدا مني للحكام العرب، بل على العكس فهم عملاء لنفس المتنورين لكن تساؤل فيما وراء هذه الثورات و ما بعدها..
تخيل مثلا أن مدير شركة ضخمة يغير أفضل عماله؟!! هل هو مجنون أم أن هناك ماهو أفضل منهم؟ أم أن استراتيجيا عمله تغيرت؟؟
* مجانين لا أعتقد أنهم كذلك..
* هناك من هو أفضل من الحكام المخلوعين ربما تكون فرضية صحيحة..
* تغيير استراتيجي هذا ما أرجحه، فطيلة القرن الماضي، كانت السياسة العربية انبطاحية و انهزامية مكسورة. و بما أن الإسلاميين اليوم هم المرجحون للوصول إلى سدة الحكم في جل الدول العربية فمن المتوقع أن تشتد حدة و لذاعة الخطاب و هكذا يحصل الصدام.. بالأحرى فالإستراتيجية الجديدة هي "صناعة عدو المستقبل".
الثورات العربية تدخل اليوم في مرحلة خطيرة و حساسة قد لا تكون وصلت إلى أوج خطورتها، المستقبل القريب يخفي الكثير للأمة، أرجوا من الله أن يحفظنا و يمكن للإسلام و يرد كيدهم.

أنتظر الكثير من المشككين في الأطروحة للنقاش و لكل من يشكك في مدى صحة هذه الأطروحة أدعوه لإعمال عقله و التفكير في هذه السطور:
- سقوط دولة الخلافة صدفة؟ ماهو مبرره؟؟ تعويضه بالأنظمة الدكتاتورية التي تسقط اليوم

- احتلال الدول العربية صدفة؟ ماهو مبرره؟؟ لا تقل لي الثروات الطبيعية فبإمكانهم الحصول عليها دون حرب بل كان لتثبيت الأنظمة الدكتاتورية التي تسقط اليوم
قال تعالى:"ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا". فالله عز و جل لم يقل حتى يأخذوا ثرواتكم أو حتى يأخذوا أرضكم و الدليل أنهم خرجوا من الأرض بمجرد تثبيتهم للأنظمة الدكتاتورية.

- قيام الأمم المتحدة و وعد بلفور صدفة؟ ماهو مبرره؟؟ قيام الأمم المتحدة كان بهدف زرع الكيان الصهيوني و حمايته و الدليل أن الأمم المتحدة لم و لن تصدر حتى إدانة للكيان الصهيوني رغم كل جرائمه و مجازره خلال السبعين عاما الماضية

- زرع الكيان الصهيوني في قلب الأمة صدفة؟ ماهو مبرره؟؟ هناك مبرران، أولهما عقائدي.. فهم يعلمون جيدا أن نهاية اليهود ستكون في الأراضي المقدسة، و اليهود يعتقدون أن مخلصهم المزعوم سيمكنهم من حكم العالم بعد ظهور الهيكل المزعوم (هيكل سليمان). المبرر الثاني، هو مبرر العداء العرقي.. فمنذ الأزل كان العرب و بنو إسرائيل في صراع مستمر.

- الحرب العالمية الأولى و الثانية صدفة؟ ما يبررها؟؟ المحافظة على التوازن بين عدد السكان و الطبيعية. فالمتنورون يعتقدون أن تجاوز عدد سكان الأرض 6 مليارات يمثل خطرا على نفوذهم. الغريب أيضا أن الأطراف التي تنازعت كانت غربية، لكن أكبر المعارك كانت على الأراضي العربية.. صدفة؟؟ لا أعتقد

- معاهدة سايكس بيكو صدفة؟ مبررها؟ تقسيم الدولة الإسلامية إلى دويلات و اخماد المارد الإسلامي الذي يمثل خطرا على خططهم

- دعم الدكتاتورية في الوطن العربي صدفة؟ مبررها؟؟ الضغط يولد الإنفجار و هذا تحضير للخطوات التالية

- الحرب على الإسلام منذ مطلع القرن العشرين و الإستفزازات لمشاعر المسلمين صدفة؟ الإسلام و مقدساته بالنسبة للمسلمين خط أحمر، و يتميز المسلمون بالغيرة على دينهم و عرضهم على عكس الأوروبيين الذين افتقدوا هذا الإحساس. الحرب على الإسلام هي الحرب النفسية التي بدأت منذ زمن طويل و اشتدت خاصة مع مطلع القرن الواحد و العشرين و كلما ازدادت الوتيرة كلما اقتربنا من الصدام.


- تطبيع الحكومات و رجال الأعمال العرب مع الكيان الصهيوني صدفة؟ هو دليل ملموس على مشاركة السياسيين العرب المخلوعين في المخططات كذلك فبعض رجال الأعمال متورطون مع المتنورين.

- إغتيال "مالكوم إكس" و "جون كينيدي" صدفة؟ رجلان تحديا النظام العالمي الجديد الذي يجهز له المتنورون فكان مصيرهما الموت

و الآن هل تعتقد أيضا أن الثورات صدفة؟
أتحداك إن وجدت مبررا واحدا للأحداث التي ذكرتها سابقا
ثم من يمكنه تغيير النظام غير واضع هذه الأنظمة و العالم بأسرارها؟

ديمقراطية، حقوق انسان، سلام: أكبر الخدع في تاريخ البشرية و قمة النفاق

هكذا يصنع العدو و الصدام قادم لا محالة اليوم أو غدا و هذا ما أخبرنا به رسول الله صل الله عليه و سلم. في العالم حتى لا ننافق بعضنا البعض بشعارات السلام الكاذبة، لا يمكن أن تجد الإسلام جنبا إلى جنب مع المتنورين و الصهاينة. لا بد لأحدهما أن يفنى.. و قد أخبرنا الرسول صل الله عليه و سلم أن الفناء لهم و البقاء للإسلام إلى أن يرث الله الأرض و من عليها. 

الأيام القادمة لن تكون أبدًا كالأيام التي سبقتها.
قراءة المزيد ...

الأحد، 18 سبتمبر 2011

لماذا يبتلي الله عباده الصالحين ولا يبتلي الكافرين؟

وَلاَيَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177)
وأخيرا يتجه السياق في ختام الاستعراض والتعقيب , إلى الرسول [صلى الله عليه وسلم] يسليه ويؤسيه عما يقع في قلبه الكريم من الأسى والحزن , من مسارعة الكفار إلى الكفر , ونشاطهم فيه كأنهم في سباق إلى هدف !
فإن هذا لن يضر الله شيئا .
وإنما هي فتنة الله لهم ,وقدرالله بهم , فقد علم الله من أمرهم وكفرهم ما يؤهلهم للحرمان في الآخرة ;فتركهم يسارعون في الكفر إلى نهايته ! 
وقد كان الهدى مبذولا لهم , فآثروا عليه الكفر ; فتركوا يسارعون في الكفر .
وأملي لهم ليزدادوا إثما مع الإملاء في الزمن والإملاء في الرخاء .
فهذا الإمهال والإملاء إنما هو وبال عليهم وبلاء . . 
ويختم الاستعراض بكشف حكمة الله وتدبيره من وراء الأحداث كلها: من وراء ابتلاء المؤمنين وإمهال الكافرين .
إنها تمييز الخبيث من الطيب , بالاختبار والابتلاء , فقد كان أمر القلوب غيبا مما يستأثر الله به , ولا يطلع الناس عليه , فشاء سبحانه أن يكشف هذا الغيببالصورة المناسبة للبشر , وبالوسيلة التي يدركها البشر . .
فكان الابتلاء للمؤمنين والإمهال للكافرين , 
ليتكشف المخبوء في القلوب ,
ويتميز الخبيث من الطيب ;
ويتبين المؤمنون بالله ورسله على وجه القطع واليقين:
(ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر , إنهم لن يضروا الله شيئا , يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة , ولهم عذاب عظيم . إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لنيضروا الله شيئا , ولهم عذاب أليم . ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم , إنما نملي لهم ليزدادوا إثما , ولهم عذاب مهين . ما كان الله ليذرالمؤمنين على ما أنتم عليه , حتى يميز الخبيث من الطيب , وما كان الله ليطلعكم على الغيب , ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء , فآمنوا بالله ورسله , وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم). .
إن هذا الختام هو أنسب ختام لاستعراض الغزوة التي أصيب فيها المسلمون هذه الإصابة ;
والتي رجع منها المشركون بالنصر والغلبة . .
فهناك دائما تلك الشبهة الكاذبة التي تحيك في بعض الصدور ;
أو الأمنية العاتبة التي تهمس في بعض القلوب ,
أمام المعارك التي تنشب بين الحق والباطل .
ثم يعود فيها الحق بمثل هذه الإصابة ,ويعود منها الباطل ذا صولة وجولة !
هناك دائما الشبهة الكاذبة , أو الأمنية العاتبة:
لماذا يا رب ؟
لماذا يصاب الحق وينجوالباطل ؟
لماذا يبتلى أهل الحق وينجو أهل الباطل ؟
ولماذا لا ينتصر الحق كلما التقى مع الباطل، ويعود بالغلبة والغنيمة ؟ 
أليس هو الحق الذي ينبغي أن ينتصر ؟
وفيم تكون للباطل هذه الصولة ؟
وفيم يعود الباطل من صدامه مع الحق بهذه النتيجة ,وفيها فتنة للقلوب وهزة ؟!
ولقد وقع بالفعل أن قال المسلمون يوم أحد في دهشة واستغراب:" أنى هذا ؟! " . .
ففي هذا المقطع الختامي يجيء الجواب الأخير , والبيان الأخير .
ويريح الله القلوب المتعبة ,
ويجلو كل خاطرة تتدسس إلى القلوب من هذه الناحية ,
ويبين سنته وقدره وتدبيره في الأمر كله:أمس واليوم وغدا .
وحيثما التقى الحق والباطل في معركة فانتهت بمثل هذه النهاية:
إن ذهاب الباطل ناجيا في معركة من المعارك وبقاءه منتفشا فترة من الزمان , ليس معناه أن الله تاركه , أو أنه من القوة بحيث لا يغلب , أو بحيث يضر الحق ضررا باقيا قاضيا . . 
وإن ذهاب الحق مبتلى في معركة من المعارك , وبقاءه ضعيف الحول فترة من الزمان ,ليس معناه إن الله مجافيه أو ناسيه ! أو أنه متروك للباطل يقتله ويرديه . .
كلا . إنما هي حكمة وتدبير . . هنا وهناك . . 
يملي للباطل ليمضي إلى نهاية الطريق ; وليرتكب أبشع الآثام , وليحمل أثقل الأوزار , ولينال أشد العذاب باستحقاق ! . .
ويبتلى الحق , ليميز الخبيث من الطيب , ويعظم الأجر لمن يمضي مع الابتلاء ويثبت . .
فهو الكسب للحق والخسار للباطل , مضاعفا هذا وذاك ! هنا وهناك !
(ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر , إنهم لن يضروا الله شيئا , يريد الله ألايجعللهم حظا في الآخرة , ولهم عذاب عظيم). .
إنه يواسي النبي [ صلى الله عليه وسلم ] ويدفع عنه الحزن الذي يساور خاطره ; وهو يرى المغالين في الكفر , يسارعون فيه , ويمضون بعنف واندفاع وسرعة , كأنما هنالك هدف منصوب لهم يسارعون إلى بلوغه !
وهو تعبير مصور لحالة نفسية واقعية . فبعض الناس يرى مشتدا في طريق الكفر والباطل والشر والمعصية ; كأنه يجهد لنيل السبق فيه ! 
فهو يمضي في عنف واندفاع وحماسة كأن هناك من يطارده من الخلف , أو من يهتف له من الإمام , إلى جائزة تنال !
وكان الحزن يساور قلب رسول الله [صلى الله عليه وسلم] حسرة على هؤلاء العباد ; الذين يراهم مشمرين ساعين إلى النار , وهو لا يملك لهم ردا , وهم لا يسمعون له نذارة !
وكان الحزن يساور قلبه كذلك لما يثيره هؤلاء المشمرون إلى النار المسارعون في الكفر , من الشر والأذى يصيب المسلمين , ويصيب دعوة الله , وسيرها بين الجماهير , التي كانت تنتظر نتائج المعركة مع قريش لتختار الصف الذي تنحاز إليه في النهاية . .
فلما أسلمت قريش واستسلمت دخل الناس في دين الله أفواجا . . 
ومما لا شك فيه أنه كان لهذه الاعتبارات وقعها في قلب الرسول الكريم . فيطمئن الله رسوله [صلى الله عليه وسلم] ويواسي قلبه ,ويمسح عنه الحزن الذي يساوره .
(ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر . إنهم لن يضروا الله شيئا). .
وهؤلاء العباد المهازيل لا يبلغون أن يضروا الله شيئا .
والأمر في هذا لا يحتاج إلى بيان .
إنما يريد الله سبحانه أن يجعل قضية العقيدة قضيته هو ; وأن يجعل المعركة مع المشركين معركته هو .
ويريد أن يرفع عبء هذه العقيدة وعبء هذه المعركة عن عاتق الرسول [صلى الله عليه وسلم] وعاتق المسلمين جملة . .
فالذين يسارعون في الكفر يحاربون الله , وهم أضعف من أن يضروا الله شيئا . .
وهم إذن لن يضروا دعوته .
ولن يضروا حملة هذه الدعوة .
مهما سارعوا في الكفر , ومهما أصابوا أولياء الله بالأذى .
إذن لماذا يتركهم الله يذهبون ناجين , وينتفشون غالبين , وهم أعداؤه المباشرون ؟
لأنه يدبر لهم ما هو أنكى وأخزى !
(يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة). .
يريد لهم أن يستنفدوا رصيدهم كله ; وأن يحملوا وزرهم كله , وأن يستحقوا عذابهم كله , وأن يمضوا مسارعين في الكفر إلى نهاية الطريق !
(ولهم عذاب عظيم). .
ولماذا يريد الله بهم هذه النهاية الفظيعة ؟ لأنهم استحقوها بشرائهم الكفر بالإيمان . 
(إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم). .
ولقد كان الإيمان في متناول أيديهم .
دلائله مبثوثة في صفحات الكون ,
وفي أعماق الفطرة . 
وأماراته قائمة في "تصميم" هذا الوجود العجيب , 
وفي تناسقه وتكامله الغريب ,
وقائمة كذلك في "تصميم" الفطرة المباشرة , 
وتجاوبها مع هذا الوجود , وشعورها باليد الصانعة , وبطابع الصنعة البارعة . . ثم إن الدعوة إلى الإيمان - بعد هذا كله - قائمة على لسان الرسل , وقائمة في طبيعة الدعوة وما فيها من تلبية الفطرة , ومن جمال التناسق , ومن صلاحية للحياة والناس . .
أجل كان الإيمان مبذولا لهم , فباعوه واشتروا به الكفر , على علم وعن بينة ,
ومن هنا استحقوا أن يتركهم الله يسارعون في الكفر , ليستنفدوا رصيدهم كله , ولا يستبقوا لهم حظا من ثواب الآخرة .
ومن هنا كذلك كانوا أضعف من أن يضروا الله شيئا . 
فهم في ضلالة كاملة ليس معهم من الحق شيء .
ولم ينزل الله بالضلالة سلطانا ; ولم يجعل في الباطل قوة .
فهم أضعف من أن يضروا أولياء الله ودعوته , بهذه القوة الضئيلة الهزيلة , مهما انتفشت , ومهما أوقعت بالمؤمنين من أذى وقتي إلى حين !
(ولهم عذاب أليم). .
أشد إيلاما - بما لا يقاس - مما يملكون إيقاعه بالمؤمنين من الآم !
(ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم . إنما نملي لهم ليزدادوا إثما . ولهم عذاب مهين). .
وفي هذه الآية يصل السياق إلى العقدة التي تحيك في بعض الصدور , والشبهة التي تجول في بعض القلوب ,
والعتاب الذي تجيش به بعض الأرواح , وهي ترى أعداء الله وأعداء الحق , متروكين لا يأخذهم العذاب , ممتعين في ظاهر الأمر , بالقوة والسلطة والمال والجاه ! مما يوقع الفتنة في قلوبهم وفي قلوب الناس من حولهم ; ومما يجعل ضعاف الإيمان يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ; يحسبون أن الله - حاشاه - يرضى عنالباطل والشر والجحود والطغيان , فيملي له ويرخي له العنان !
أو يحسبون أن الله - سبحانه - لا يتدخل في المعركة بين الحق والباطل , فيدع للباطل أن يحطم الحق , ولايتدخل لنصرته ! 
أو يحسبون أن هذا الباطل حق , وإلا فلم تركه الله ينمو ويكبر ويغلب ?! 
أو يحسبون أن من شأن الباطل أن يغلب على الحق في هذه الأرض , وأن ليس من شأن الحق أن ينتصر !
ثم . . يدع المبطلين الظلمة الطغاة المفسدين , يلجون في عتوهم ,ويسارعون في كفرهم , ويلجون في طغيانهم , ويظنون أن الأمر قد استقام لهم , وأن ليس هنالكمن قوة تقوى على الوقوف في وجههم !!!
وهذا كله وهم باطل , وظن بالله غير الحق , والأمر ليس كذلك . وها هو ذا الله سبحانه وتعالى يحذر الذين كفروا أن يظنوا هذا الظن . . 
إنه إذا كان الله لا يأخذهم بكفرهم الذي يسارعون فيه , وإذا كان يعطيهم حظا في الدنيا يستمتعون به ويلهون فيه . .
إذا كان الله يأخذهم بهذا الابتلاء , فإنما هي الفتنة ; وإنما هو الكيد المتين ,وإنما هو الاستدراج البعيد:
(ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم . . إنما نملي لهم ليزدادوا إثما)! 
ولو كانوا يستحقون أن يخرجهم الله من غمرة النعمة , بالابتلاء الموقظ , لابتلاهم . .
ولكنه لا يريد بهم خيرا , وقد اشتروا الكفر بالإيمان , وسارعوا في الكفر واجتهدوا فيه !
فلم يعودوا يستحقون أن يوقظهم الله من هذه الغمرة - غمرة النعمة والسلطان - بالابتلاء !
(ولهم عذاب مهين). .
والإهانة هي المقابل لما هم فيه من مقام ومكانة ونعماء .
وهكذا يتكشف أن الابتلاء من الله نعمة لا تصيب إلا من يريد له الله به الخير .
فإذا أصابت أولياءه , فإنما تصيبهم لخير يريده الله لهم - ولو وقع الابتلاء مترتبا على تصرفات هؤلاء الأولياء - فهناك الحكمة المغيبة والتدبير اللطيف , وفضل الله على أوليائه المؤمنين .
قراءة المزيد ...

الجمعة، 16 سبتمبر 2011

دعوا الدين و الفتوى لعلماء الإسلام!!

في ظل ما تشهده معتقداتنا الإسلامية في تونس من جدال.. وجب أن أضع نقطا على حروف لم تستوعبها عقول هربت للملذات هروبا:

الإسلام ليس حكرًا على أحد لكن للإسلام علماء مطلعون و لا يمكن لأي كان أن يستفتى، فللفتوى شروطها و هي العلم و الحكمة و الدراسة و التدقيق في الكتاب و السنة..

الكتاب و السنة وحي، فلا يجب التقليل من شئن سنة الرسول صل الله عليه و سلم.

 قال الله عز وجل: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ
الذكر هو الأحاديث الشريفة التي صحت عن الرسول صل الله عليه و سلم.. أي أن السنة النبوية الشريفة وحي و فيها بيان لما ورد في القرآن..
هذا يعني أنه لا يحق لمن هو ليس متمكنا من الكتاب و السنة أن يستفتى تجنبا للفتنة.. و كم انتشرت في عصرنا هذا، عصر الرويبضات الذين أصبحوا يحلون و يحرمون دون علم.

 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ، لَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ : عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ ، أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ ، وَلَا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ ، أَلَا وَلَا لُقَطَةٌ مِنْ مَالِ مُعَاهَدٍ إِلَّا أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا صَاحِبُهَا ، وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ ، فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَقْرُوهُمْ ، فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُمْ ، فَلَهُمْ أَنْ يُعْقِبُوهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُمْ " 
.
كما نرى ففي الأحاديث النبوية الشريفة تحليل و تحريم، والرسول صل الله عليه و سلم هنا يتوجه بخطابه لكل من يعمل بالكتاب و ينكر السنة النبوية الشريفة من خلال قوله " لَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ : عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ"

لهذا يجب هنا تعريف الإسلام، فالإسلام هو ما جاء على رسول الله صل الله عليه و سلم من وحي في القرآن و السنة وهو الدين التام الكامل الذي يهيمن على بقية الأديان قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ﴾ - المائدة48

الإسلام كذلك لم يأتي لإرضاء البشر بل أتي لإرضاء الله تعالى (وما رضاء البشر دون رضاء الله عز وجل؟) أي أن الدين لا يكون على قياس فلان و علان بل هو أحكام و تشريعات تطبق بحذافرها دون اعتراض لمن أراد ارضاء خالقه طبعا. فلو كان الدين على قياس الإنسان لكان الإسلام "إسلامات".. الإسلام واحد و مصدر التشريع واحد..

كلمة مسلم هي من التسليم لله عز و جل أي عدم الإعتراض عن حكمه و تشريعه.. و عكس التسليم العناد.. أي أن كلمة مسلم تسقط على كل من يعاند في تشريعات القرآن و السنة..

دعوة لكل من لا يعلم أن يقول "لا أعلم" فالعيب ليس عدم العلم بالشيء بل العيب ادعاء العلم و بث الفتنة من خلال الإستفتاء في مواضيع لا علم لك بها.. خاصة بخصوص دين الله. كما أرى اليوم فالكل يستفتي دون علم و يبدي رأيه في قضايا محورية تخص الإسلام و هذا من شئنه بث الفتنة في الأمة و التشكيك في علماء الأمة.. فهل يعقل أن تجادل الخباز في وصفة صناعة الخبز؟ دع الخبز للخباز و دع الإستفتاء لعلماء المسلمين حتى لا تحمل وزرا أنت لست أهلا به و حتى تكسب رضى الله عز و جل

اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا
قراءة المزيد ...