في ظل ما تشهده معتقداتنا الإسلامية في تونس من جدال.. وجب أن أضع نقطا على حروف لم تستوعبها عقول هربت للملذات هروبا:
الإسلام ليس حكرًا على أحد لكن للإسلام علماء مطلعون و لا يمكن لأي كان أن يستفتى، فللفتوى شروطها و هي العلم و الحكمة و الدراسة و التدقيق في الكتاب و السنة..
الكتاب و السنة وحي، فلا يجب التقليل من شئن سنة الرسول صل الله عليه و سلم.
قال الله عز وجل: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ
الذكر هو الأحاديث الشريفة التي صحت عن الرسول صل الله عليه و سلم.. أي أن السنة النبوية الشريفة وحي و فيها بيان لما ورد في القرآن..
هذا يعني أنه لا يحق لمن هو ليس متمكنا من الكتاب و السنة أن يستفتى تجنبا للفتنة.. و كم انتشرت في عصرنا هذا، عصر الرويبضات الذين أصبحوا يحلون و يحرمون دون علم.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ، لَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ : عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ ، أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ ، وَلَا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ ، أَلَا وَلَا لُقَطَةٌ مِنْ مَالِ مُعَاهَدٍ إِلَّا أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا صَاحِبُهَا ، وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ ، فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَقْرُوهُمْ ، فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُمْ ، فَلَهُمْ أَنْ يُعْقِبُوهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُمْ "
.
كما نرى ففي الأحاديث النبوية الشريفة تحليل و تحريم، والرسول صل الله عليه و سلم هنا يتوجه بخطابه لكل من يعمل بالكتاب و ينكر السنة النبوية الشريفة من خلال قوله " لَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ : عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ"
لهذا يجب هنا تعريف الإسلام، فالإسلام هو ما جاء على رسول الله صل الله عليه و سلم من وحي في القرآن و السنة وهو الدين التام الكامل الذي يهيمن على بقية الأديان قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ﴾ - المائدة48
الإسلام كذلك لم يأتي لإرضاء البشر بل أتي لإرضاء الله تعالى (وما رضاء البشر دون رضاء الله عز وجل؟) أي أن الدين لا يكون على قياس فلان و علان بل هو أحكام و تشريعات تطبق بحذافرها دون اعتراض لمن أراد ارضاء خالقه طبعا. فلو كان الدين على قياس الإنسان لكان الإسلام "إسلامات".. الإسلام واحد و مصدر التشريع واحد..
كلمة مسلم هي من التسليم لله عز و جل أي عدم الإعتراض عن حكمه و تشريعه.. و عكس التسليم العناد.. أي أن كلمة مسلم تسقط على كل من يعاند في تشريعات القرآن و السنة..
دعوة لكل من لا يعلم أن يقول "لا أعلم" فالعيب ليس عدم العلم بالشيء بل العيب ادعاء العلم و بث الفتنة من خلال الإستفتاء في مواضيع لا علم لك بها.. خاصة بخصوص دين الله. كما أرى اليوم فالكل يستفتي دون علم و يبدي رأيه في قضايا محورية تخص الإسلام و هذا من شئنه بث الفتنة في الأمة و التشكيك في علماء الأمة.. فهل يعقل أن تجادل الخباز في وصفة صناعة الخبز؟ دع الخبز للخباز و دع الإستفتاء لعلماء المسلمين حتى لا تحمل وزرا أنت لست أهلا به و حتى تكسب رضى الله عز و جل
اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق