Copyright © Jblo9 BloG
Design by Jblo9

Rechercher

الاثنين، 26 مارس 2012

المحاسبة و العدالة الإنتقالية بعد 4 أشهر من الإنتخابات: إلى أين؟

بسم الله الرحمان الرحيم


فيما يلي تقييم شخصي سريع لمسار تحقيق أهداف الثورة و العدالة الإنتقالية بعد أربعة أشهر من الإنتخابات:

1- المحاسبة و ملفات الفساد:
لم نرى خطوات ثورية جريئة على مستوى محاسبة رموز الفساد بأنواعه. بل إن نفس المسؤولين التجمعيين الذين أشرفوا على مؤسسات الدولة يعودون اليوم من الباب الكبير.
نحن لا نبالغ لكن هذا هو الواقع، رموز الفساد الأمني مازالوا يصولون و يجولون دون رادع و لا رقيب، رموز الفساد المالي إلى اليوم يتمعشون من المال العام و رموز الفساد السياسي و الإداري مازالوا موجودين هنا و يلملمون الصفوف. وهذا ما أفضى بعد أربعة أشهر عن "الهدنة" إلى عودة التجمعيين و الدساترة للساحة و انطلاق الثورة المضادة المباشرة. كل هذا دون أي ردة فعل من الماسكين بزمام الأمور في تونس، الشيء الذي يثير العديد من الإستفهامات المريبة.

2- ملف الشهداء و الجرحى:
ملف الشهداء و الجرحى بعد زهاء العام و النصف على الثورة لم يغلق بعد، الملف مرتبط بالفساد الإداري و السياسي و الأمني لهذا فإن ملف الشهداء في جزئه الأول المتعلق بالعدالة الإنتقالية لم يتحرك و لو مقدار أنملة إلى الأمام. و وصمة العار الكبرى تبقى ملف الجرحى الذين يعرض الماسكون بزمام الحكم في تونس عن علاجهم. منهم من توفي نتيجة للإهمال الطبي و منهم من ينتظر، و على الرغم من أعداد الجرحى الذين تعهدت الدولة بمعالجتهم يبقى عددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد، و هذا الأمر يعتبر وصمة عار في جبين سلطة منبثقة عن الثورة.

3- ملف الإعلام:
رغم تغير الديكور و بعض الوجوه بقي الخط التحريري نفسه دون تغيير، لم نعد نسمع كلمة "سيادة الرئيس و حرمه" 10 مرات في الدقيقة و هذا شيء طبيعي، لكن هذا لا يمنع أن وسائل الإعلام بقيت مسيسة و يبدو أن النخبة السياسية مستفيدة من الأمر لتجعل من وسائل الإعلام وسائل استقطاب سياسي بعد أن كانت وسائل تطبيل و تزمير.
كما يبقى الكيل بمكيالين هو العنوان الأبرز لتعامل النخب السياسية من سلطة ومعارضة مع وسائل الإعلام، وذلك بالإعتماد على المحاصصة و الولاء. و نذكر أننا نتحدث هنا عن وسائل الإعلام بجميع أنواعها مرئية، مكتوبة و مسموعة و لا نتحدث عن تجار الإعلام الفاقدين للمؤهلات و الهادفين للكسب المادي أو المعنوي. و الأمر هنا لا يقتصر على السلطة بل يشمل المعارضة (التي يبدو أن الجزء الكرتوني منها في عهد بن علي عاد ليتحالف مع أصدقاء الأمس القريب) فنذكر هنا الإعتداء على الصحفي لطفي الحاجي و طاقم قناة الجزيرة في مناسبتين يومي 20 مارس و 24 مارس.

أريد الإجمال بعد التفصيل:
التجمع بدل الجبة و رجع، و ولاو هوما إلي عملوا الثورة...
شي طبيعي يكون الإعلام بعد عام معادي للثورة..
شي طبيعي الحكومة تكون قابلة بيه (الحكم مقابل عدم المحاسبة)..
شي طبيعي الشهداء و الجرحى لليوم حقهم ما فماش..
شي طبيعي عباد تتسجن على خاطر حرقت مركز شرطة نهار 14 جانفي..
شي عادي جدا القناصة إشاعة و الكرتوش حد ما ضرب بيه..
شي طبيعي جدا جدا المجرمين و السراق يحوسوا دون محاسبة..
شي طبيعي عائلات شهداء تالة و القصرين يستهزؤوا بيهم في المحكمة و العجيمي يمشي يحوس و يروح فرحان...

في النهاية، المسار الإنتقالية منحرف 180°.. بحثت عن الحل ووجدت أنه لابد من العودة إلى الساحة لإستكمال تحقيق الأهداف التي خرجنا من أجلها، لا يهم اليوم صراعات إديولوجية فليعلم كل التونسيين أن حرب الإستقطاب الدائرة بين السلطة و المعارضة ماهي إلا محاولة تجاذب لإخماد هذه الثورة و إدخالنا في دوامة لا مخرج منها. لكن الشعب التونسي واعي و سيثبت ذلك قريبا. القصبة لطالما كانت ساحة نضالنا بمختلف أطيافنا و شرائحنا لذلك فهذه دعوة للعودة إلى القصبة، لنثبت للجميع أننا يد واحدة وأن ثورتنا ستنتصر و أهدافها ستتحقق لأن وراءها من يطالب بها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق