Copyright © Jblo9 BloG
Design by Jblo9

Rechercher

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

وسائل الإعلام التونسية: هل تحولت إلى طرف سياسي في مواجهة النهضة؟!

مازالت وسائل الإعلام التونسية تصرّ على ممارسة سياسة التعتيم في أعلى مستوياتها، وكما كانت في العهد البائد تمارس هذه السياسة على الشعب لصالح الجنرال المخلوع وتجتهد في تبييض وجه الطاغية على حساب الوطن فإنّها وبعد الثورة مازالت تواصل التعتيم لصالح بعض النخب المعزولة على حساب شعبها، شيء مستغرب وأمر مستهجن ما تقوم به ماكينة الإعلام التونسية حيث أهدى لها شعبها الحرية فردّتها عليه وأبت إلا أن تواصل سياستها في معاداة بوصلة الشارع ، فبينما مدرجات المسارح والملاعب من شمال البلاد إلى جنوبها تغصّ بأنصار حركة النهضة في تظاهرات حاشدة يفتح أحدنا على القنوات التونسية فيجدها تغطي نشاط حزب يلتقي قواعده في قاعة سينما معدودة الكراسي وفي مشهد آخر أمين عام لحزب خارج لتوه من جبّة التجمّع يصرح لوسائل الإعلام شارحا برنامجه الاقتصادي متوعدا بحماية الثورة من جيوب الردة!!، ثم تتناول خبرالإعلان عن تحالف لجبهة حداثية في وجه قوى التخلف... ولا أحد يدري كيف اكتشفت قنواتنا التلفزية تجمعا لعشرة أنفار في ضاحية معزولة وقامت بتغطيته ولم تسمع بتجمعات النهضة التي وما إن تنطلق فيها الحناجر بالنشيد الوطني الرسمي في إحدى الولايات حتى يسمع صداه في معتمدياتها وقراها ناهيك عن ضواحيها وأحيائها، هذه القنوات التي اختارت التعتيم على كل إنجاز قد يصب في رصيد الحركة لم تكتفِ بهذا وإنّما تعدّته إلى حشد المخالفين بل والمعادين للنهضة في برامجها حتى أنّ بعض الوجوه التي لم يكن يعرفها التونسيون أصبحت أشهر من نار على علم وذلك بحكم تخصصها في ثلب النهضة والتخويف منها وتفريخ الإدعاءات حولها.

وإن تحلّت حركة النهضة بالصبر أمام كل هذا فإن للسائل أن يتساءل متى يصحو ضمير الإعلام ويعود إلى وظيفته الأساسية؛ وظيفة البحث عن الحقيقة ونقلها بأمانة وليس طمسها وتغييبها.. ثم متى يعي أنه ليس أمام شعب مسّه القصور فهو يبحث عمن يبصّره إنما هو أمام شعب يبحث عمن يقدّم له الحقائق كما هي، وهو الكفيل بالتفاعل معها قبولا ورفضا، تثمينا ونقدا!..

وسائل الإعلام التي تحولت من حيث تشعر أو لا تشعر إلى طرف سياسي وتخندقت تخندقا سافرا مع لون سياسي معين وليته لونا من أصل هذا الشعب وجنسه عليها أن تعلم أن أولئك الذين يتوافدون على تظاهرات حركة النهضة إنّما هم تونسيون أبا عن جد وما هم إلا جزء من هذا الشعب الذي يفترض أنّه وجهتهم الأولى والأخيرة وعليهم أن يتعظوا من درس 14جانفي الذي علّمهم أنّ البقاء للجماهير وليس للحكام ولا لتلك النخب  المعزولة المصادمة لخيارات شعبها.

لقد وثقت حركة النهضة جميع تحركاتها ولا شك أنّها موجودة في أرشيفها زيادة على أنّ المواقع الإجتماعية تعجّ بهذه التسجيلات وإذا ما عدلت القنوات التونسية عن رأيها وأقلعت عن معاداة هذه الحركة يمكن لهذه التسجيلات أن تشكل مادة بل موادا  دسمة تجلب المزيد من المشاهدين كما تجلب جرعات من الثقة إلى مصداقية منابر باتت في مهب الريح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق