الثورة التونسية: الفصل الأخير

أصدقائي لا تحدثوني عن حق الشهيد و لا عن حق الجريح و لا عن أهداف ما يسمى بثورة. الثورة أغلق بابها و قرينا عليها الفاتحة نهارت إلي تحطت الورقة في الصندوق متع الإنتخابات، إنتهى و قضي الأمر. بذلنا الكثير من الجهد لكن جهدنا و تضحياتنا مقارنة ببقية الثورات في العالم لا تذكر بل ما عشناه من 17 ديسمبر 2010 إلى اليوم فسحة و حياة عادية في العديد من دول العالم. الثورة لا تكون على استحقاقات فالإستحقاقات أمر افتراضي و بديهي بلغة أوضح تحصيل حاصل في الحياة الثورية. حرية التعبير و التشغيل و الكرامة لا ترفع في شعارات بل تفتك بالقوة. ما يجب أن يرفع في الشعارات هو الحقيقة الكاملة لأنه دون حقيقة سنعيش الوهم إلى أن تصبح الحقيقة فاقدة لقيمتها... 

ما سمي بثورة ربما كان امتصاصًا لغضب، و احتواء لتراكمات سنوات و سنوات من الإستعمار. ما سمي بثورة من المؤكد أنه لن يغير من الحال إلا المسميات و ما يفترض بتغيير المسميات أن تكون تغييرًا فعليًّا.

مصيبتنا كانت في ساستنا و هذا ما أنتج الإستعمار، الخير فيكم فإلى أن تكونوا البدلاء لا حديث عندي عن "ثورة".
و في النهاية أقول ما قيل منذ 23 سنة: إن شعبنا بلغ من الوعي و النضج ما يؤهله.. و البقية تأتي