Copyright © Jblo9 BloG
Design by Jblo9

Rechercher

الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

صدمة العقل العربي والحرب النفسية المفتوحة

أظهرت الدول  العربية أنها مجتمعات شعورية وجدانية، تستميل بعضها وتقع بسرعة تحت تأثير أفقي مركز.
هذه الصدمة، تعني ميلاد نوع جديد من الإرهاب الدولي، تتحرك له أجهزة من الداخل، وحركات تحررية يسارية وغيرها في العالم.
في جو التغيير  الذي لا يمكن اعتباره سوى صدمة،  أخذت الأمور شكلا مختلفا من إقليم لآخر،  لأن التركيبة الإجتماعية تختلف هي الأخرى من إقليم لآخر كما يمكن التذكير بالمجتمع الذي يتطور من البدوي إلى الزراعي ومنه إلى الحضري، ومقدمة بن خلدون تعج بخصائص البداوة ومضاعفاتها.
منطق التفكير  العربي، هو منطق شعوري فردي أو جماعي  ترعاه الأنانية الفردية،  تحت  تأثير الذاتية المحصنة بالأسرة، أو الترسب الجماعي، الذي يتكتل تحت  راية القبيلة، ويظهر ذلك جليا في النمط السائد الذي تسير عليه طقوس الإنتخابات كل مرة لتشكل هرمية الدولة.
حتى الدول  القوية لها تكتلاتها وقبليتها، لكنها  تختلف تماما لأن الباعث عندها عقلاني واستراتيجي،وليس ذاتيا عشوائيا تغذيه الوحدة الزائفة والقومية الموهمة الواهمة.
الخريطة واضحة  منذ طريق الحرير (1) والذي كان عبارة عن قنوات تجارية اقتصادية، وامتداد للثقافات والديانات، وكذلك انتقال البارود الذي كان وراء الكثير من الكوارث الإنسانية، واليوم ما يحدث هو مجرد  تكملة لهذا الطريق الذي بدأ من شرق آسيا، إلى البحر الأحمر ومنه إلى البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
هناك عالم افتراضي جعلت منه شبكة النت قرية صغيرة عبر ثورة الإتصالات والمعلوماتية، وعلى الواقع خريطة تختصر المسافات رسمتها في البداية الآلة الحربية من  خلال الإستعمار الكلاسيكي، ثم الحرب الباردة والدبلوماسية واليوم تطوي الحرب النفسية بقية الملف.
هل ما أفرزته حملة التغيير هذه، يمكن اعتباره أنظمة  موالية في القريب الآجل، أم هو تغيير  في إطار العولمة، أم هو استمرار عجلة التاريخ في رسم طريق الحرير؟
هل رفع  حالة الطوارئ في الدول العربية، في الوقت الراهن لا ينعكس سلبا على  هذه المجتمعات، التي ستكون فريسة  لانزلاقات خطيرة؟.
“الضعيف  مولع بتقليد القوي”(2)، للأسف الشديد حتى هذه الصفة (التقليد)أصبحت مستحيلة على الضعيف، لأن ضعفه زاد حد التلاشي، كونه فقد أسباب التميز، ولأنه فقد أيضا آليات التواصل مع وتيرة سريعة، تتكيف وتتأقلم بسرعة شديدة، مع التحولات العالمية الحاصلة.
السكون يعني الموت، والحركة هي من أولويات الإستمرار، لكن هذا “التغيير الصدمة”، هو أحد إفرازات العولمة الصادمة للشعوب الضعيفة، التي ليس لها سوى استقبال أي نوع من الإحتواء، والذي يحمل مسميات رشيقة وظريفة.
اختلطت في جو هذا التغيير أوراق كثيرة:
1. ورقة النفط والتي يُلعب عليها بحذر شديد، وذلك لتفادي الدخول في حرب برية، وتواجد على الأرض ظهرت خسائره في حرب واحتلال سابق.
2. الصراع السني الشيعي، وهو موضوع قديم تورطت وتاهت فيه  دول و حكومات، وتبنته الشعوب  عبر الإصلاح والصحوة وتصدير واستيراد الثورة، للأسف صب كل ذلك في وعاء الإرهاب الذي أفرز مولودا، توظفه جهات كثيرة.
3. ورقة الديمقراطية الهزيلة، التي ظهرت فجأة، وهي لا تتعدى كونها  مجرد انفعال تحت تأثير الصدمة، وأكيد أن هذه الشعوب لن تستفيد كثيرا من هذا التغيير الغريب، السريع والمفاجئ، بقدر ما ستخسره من سيادتها، لأن الذي حدث سحق الدولة بجميع مؤسساتها، وما سيحدث هو التيه كالذي عاشه الشعب اليهودي في زمن سيدنا موسى عليه السلام.
(1)طريق الحرير: يربط  الصين بأنطاكيا (تركيا) وهو عبارة عن شبكة من عدة مسارات ويعود ذلك إلى القرن الخامس قبل الميلاد.
(2)من مقدمة  بن خلدون المشهورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق