Copyright © Jblo9 BloG
Design by Jblo9

Rechercher

السبت، 31 مارس 2012

النص الكامل لوثائق "وكيليكس"

"بعض تصرفات الحكومة التونسية ربما تعزى الى بغضها الشديد لأجندة الادارة الأمريكية السابقة من أجل الحريات والتي تعتبرها خطيرة عليها ، وتعتقد أنها ستفتح الباب أمام المتطرفين الإسلاميين للوصول للسلطة".

الولايات المتحدة..النظام التونسي قريب منا وبعيد عنا في نفس الوقت

السبيل أونلاين – تونس – تقرير خاص

تمهيــــد :

تعتبر هذه الوثيقة أهم وثائق "وكيليكس" حول تونس ، نظرا لتناولها العلاقة بين الولايات المتحدة الإمريكية وحليفها التقليدي نظام زين العابدين بن علي . وقد كُتبت هاته الوثيقة باسم قسم الشرق الأدني للشؤون الخارجية الأمريكية ، وشاركت في اعدادها عدّة أطراف في الإدارة الأمريكية ، وكانت في مرحلة تسمية السفير الجديد غراي ، ودونت من قبل السفير الأسبق روبير غوديك ، وهو تقرير تقييمي نادر بأعين أمريكية للنظام التونسي ، وهو تقييم سياسي بامتياز يقوّم نقاط القوة والضعف في النظام التونسي ، وكذلك العلاقات الثنائية التونسية الأمريكية ، وقد حرص السبيل أونلاين على ترجمة الوثيقة والإلتزام بالنص الإنجليزي ، وذلك لتوفيرها بالأساس لقيادات الأحزاب السياسية والنخبة التونسية بالخصوص ، بهدف استيعاب رؤية الولايات المتحدة الأمريكية وسياستها وتقييماتها للنظام التونسي والمشهد السياسي بشكل عام وبأعين أمريكية ، وفي ما يلي نصّ الوثيقة :

27 جويلية 2009
الساعة 16:19 ، سرّي .


بكل المقاييس فان تونس يجب أن تكون حليفا قريبا وقويا لنا ولكنها ليست كذلك ، ففي الوقت الذي نشترك في القيم الأساسية ، والبلد يتمتع بسجل قوي في التنمية ، ولكنه يشكو من مشاكل كبيرة ، والرئيس بن علي يتقدم به العمر كثيرا ، والحال أن التصلب والتحجّر أصبح سمة أصيلة للنظام ، وفي نفس الوقت ليس هناك خليفة له في الأفق .

ملخّــــــــص

1 - بكل المقاييس فان تونس يجب أن تكون حليفا قريبا وقويا لنا ولكنها ليست كذلك ، ففي الوقت الذي نشترك في القيم الأساسية ، والبلد يتمتع بسجل قوي في التنمية ، ولكنه يشكو من مشاكل كبيرة ، والرئيس بن علي يتقدم به العمر كثيرا ، والحال أن التصلب والتحجّر أصبح سمة أصيلة للنظام ، وفي نفس الوقت ليس هناك خليفة له في الأفق .

يشعر الكثير من التونسيين بالإحباط من فقدان الحرية السياسية ، وبالغضب من فساد العائلة الأولى (الحاكمة) ، وبسبب النسبة العالية للبطالة والتفاوت في حظوظ التنمية بين الجهات . ويمثّل التطرف تهديدا مستمرا كجزء من مشاكل عويصة ومركّبة ، في حين أن الحكومة التونسية ليس لديها قابلية لسماع النصح أو النقد سواء من جهات وطنية أو دولية . وفي المقابل تسعى السلطة التونسية باستمرار لفرض سيطرة أكبر علي كل الفضاءات ، وتعتمد في ذلك في معظم الحالات على الوسائل البوليسية . ونتيجة لذلك فان الدولة التونسية أصبحت تشكو من مشاكل عميقة و خطيرة ، وكذا الحال علاقاتنا الثنائية .



2 - خلال السنوات الثلاثة الماضية ، تجاوبت البعثة الأمريكية بتونس من خلال عرض تعاونا أكبر مع الدولة التونسية ، وقد عبّر النظام التونسي أنه يريد ذلك ، لكنه عمليا لا يريد أن يقوم بالتغييرات الضرورية الملازمة لذلك .

لقد حققنا بعض النجاحات وخصوصا بالنسبة لما تحقق من دعم في المجالات التجارية والعسكرية . الا أنه هناك العديد من الإخفاقات كذلك . حيث أن حركتنا السياسية حُددت في جزئها الأكبر من قبل وزارة الخارجية (في فترة عبد الوهاب عبد الله) التي تسعى للسيطرة على كل الجهات التي نتصل بها ، سواء في داخل الحكومة أو من قبل منظمات أخرى كثيرة غير حكومية .
وفي أغلب الأحيان فان الحكومة التونسية تخيّر حديث السراب بديلا عن العمل الجاد لتحقيق التعاون والتفاعل المسؤول .


- ان التغيير الكبير(السياسي) في تونس يجب أن يترقب حتى رحيل بن علي ، إلا أن الرئيس أوباما وسياساته الجديدة أوجدت فرصا مهمة الأن . فمالذي يجب أن نقوم به من أجل الإستفادة من السياسات والفرص الجديدة منذ مجيء الرئيس أوباما ؟ ، وعلى ضوء ذلك نوصي القيام بما يلي :
- الحفاظ على التركيز القوي من أجل تحقيق الإصلاح الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان ، ولكننا يجب كذلك أن نغيّر أساليبنا في كيفية تحقيق هذه الأهداف .
- السعي من أجل دفع الحكومة التونسية للإلتزام بالحوار الجاد والحازم ، من أجل تحقيق المصالح المشتركة بما في ذلك التجارة والإستثمار ، والسلام في الشرق الأوسط ، وتحقيق اندماج أكبر بالنسبة للمغرب العربي ككل.
- توفير تكوين وتدريب أكبر في اللغة الإنجليزية ، والتبادل التعليمي والبرامج الثقافية ، للتونسيين وللشباب منهم بالخصوص .
- تحويل مساعتنا العسكرية بعيدا عن صندوق العون العسكري ، ولكن علينا أن نجد طرقا أخرى من أجل الإبقاء وتطوير التعاون الأمني والإستخباراتي ، مع توسيع التواصل مع أعلى مستوى في السلطة التونسية ، لكن مع التأكيد كذلك أن تعاونا أعمق وأكبر مع الولايات المتحدة يستوجب في المقابل تفاعلا جادا وحقيقيا من طرف السلطة التونسية .

الخلفيــــــة : العلاقات الثنائية والقيم المشتركة


3 - ان الولايات المتحدة الأمريكية وتونس لهما علاقة جيدة عمرها 200 سنة ، ولنا مصالح مشتركة بما فيها العمل على استتباب السلم الإقليمي ومحاربة الإرهاب وبناء الإزدهار الاقتصادي والإجتماعي. ومنذ الإستقلال فان تونس تستحق الاشادة بها لما حققته من تقدم اقتصادي واجتماعي . وذلك رغم أنها لا تتمتع بنفس القدر من الثروات الطبيعية لجيرانها ، فتونس ركزت على شعبها وعلى تنويع اقتصادها . ولها نجاح نادر جدا ، اذ أن الحكومة التونسية ناجعة في توفير خدمات التعليم والصحة والبنية التحتية والأمن لشعبها . وقد عملت الحكومة التونسية لبناء اقتصاد معرفي ولجذب الإستثمار الأجنبي المباشر والذي يمكنه إيجاد نسبة كبيرة من فرص العمل . ونتيجة لذلك فان البلاد التونسية تمتعت في العشرية الماضية بنمو اقتصادي بـ 5 % . وبالنسبة لحقوق المرأة فتونس تعتبر نموذجا لغيرها في البلاد العربية . كما أن تونس لها تاريخ طويل في التسامح الديني وبرهنت على ذلك من خلال تعاملها مع الأقلية اليهودية في البلاد .وفي الوقت ذاته ما زالت هناك تحديات كبيرة (وعلى رأسها نسبة البطالة العالية بـ 14% ) ، ولكن في المحصّلة فان تونس حققت نتائج أفضل من غالبية البلدان في المنطقة .



4 - وفي مجال السياسة الخارجية ، فان تونس منذ مدة طويلة لعبت دورا معتدلا ( بالرغم من أنها في المرحلة الأخيرة أصبح هدفها ارضاء أي طرف تتعامل معه رغم التناقضات بين تلك الأطراف).
ان الحكومة التونسية ترفض مقاطعة الجامعة العربية للبضائع الإسرائيلية . ورغم أنها قطعت علاقاتها مع اسرائيل في سنة 2000 ، لكن الحكومة التونسية من حين لآخر تقيم جلسات ونقاشات هادئة مع المسؤولين الإسرائليين . كما تدعم الحكومة التونسية قيادة الرئيس محمود عباس للسلطة الفلسطية . وقد شاركت تونس في مؤتمر "أنابوليس" وساندت المجهودات الرامية لتطوير المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية . أما بالنسبة لإيران فان الحكومة التونسية لها نفس القناعة والتوجه تماما مثل الولايات المتحدة الأمريكية ، كما أنها حليف في الحرب ضد الإرهاب ، وقد حافظت على وجود سفارتها في العراق على مستوى القائم بالأعمال . وأكثر من ذلك فإن تونس قد وقّعت أخيرا عقدا مع الحكومة العراقية للعفو عن ديونها تجاه العراق التي كانت خاضعة لنفس شروط نادي باريس ، وبذلك تكون تونس أول بلد عربي يقوم بذلك .

5 - وختاما فرغم ان الشعب التونسي كان غاضبا جدا على حرب الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق ، واعتباره أن الولايات المتحدة منحازة لصالح اسرائل ، فان أغلب التونسيين ما زالوا معجبين بالحلم الأمريكي . ورغم الغضب على السياسة الخارجية الأمريكية لكن هناك رغبة متزايدة لتعلم اللغة الإنجليزية والسعي الى تبادل أكبر على المستوى التربوي والعلمي مع أمريكا ، وكذلك الثقة العالية في ثقافة الابداع الأمريكية . ويرى التونسيون ان كل هذه المسائل هي هامة جدا بالنسبة لمستقبلهم .
المـــأزق: التصلب والتحجر سمة أصيلة في النظام والفساد في اتساع مستمر



6 - رغم التقدم الإقتصادي والاجتماعي في تونس الا أن سجلّها في الحريات السياسية كان ضعيفا . فتونس دولة بوليسية ، مع قدر قليل جدا من حرية التعبير والتنظم ، وهي تعيش مشاكل حادة بالنسبة لحقوق الإنسان . لكن الحكومة التونسية يمكنها الاشارة الى بعض التقدم السياسي في العشرية الماضية بما في ذلك انهاء مراجعة حرية دخول الكتب التي كان معمولا بها سابقا ، والسماح للصليب الأحمر الدولي بزيارة الكثير من السجون . الا أن الحكومة التونسية كلما تقدمت خطوة تتأخر خطوة أخرى الى الوراء ، والمثال على ذلك سيطرتها أخيرا على وسائل اعلام خاصة من قبل عناصر قريبة من الرئيس بن علي .



7 - المشكلة الواضحة : ان تونس ما زالت تُحكم منذ أكثر من 22 سنة من قبل نفس الرئيس . وليس هناك من يخلفه في الأفق . وفي الوقت الذي يستحق الرئيس بن علي الاشادة بحفاظه على السياسات التقدمية للرئيس بورقيبة ، فانه ونظامه فقدا التواصل والإحساس بنبض الشعب التونسي . والرئيس ونظامه لا يسمحان بالنصيحة أو النقد سواء كان من جهة وطنية أو دولية . وأصبح تعويلهم على البوليس في تعاظم من أجل التشبث بالسلطة وبسط سيطرة أكبر. كما أن الفساد في الدائرة الضيقة للحكم اصبح في اتساع مستمر . فحتى التونسيين العاديين أصبحوا على علم بذلك ، وكذلك فإن الشكاوى والتذمر أصبحا في متزايد مستمر .
والتونسيون لا يحبون بالمرّة ، بل يكرهون ، السيدة الأولى ليلي الطرابلسي وعائلتها ، ففي الجلسات الخاصة يستهزىء معارضو النظام بها ، بل حتى أولائك القريبين من الحكومة يعبّرون عن الاحباط الذي يشعرون به من سلوكياتها . وفي نفس الوقت فان الغضب (في كل شرائح المجتمع) يتسع باستمرار ، وذلك نتيجة لنسبة البطالة العالية وتفاوت الجهات في حظوظ التنمية . الشيء الذي جعل المخاطر تتعاظم وتهدد استقرار النظام على المدى البعيد .
العلاقات الأمريكية التونسية : كنا نتمنى أن نقول أنها على أحسن ما يُرام



8 - تعكس العلاقات الأمريكية التونسية الحقائق التي يعيشها نظام بن علي . فبالنسبة للمستوى الإيجابي فقد حققنا أهدافا عديدة في السنوات الماضية بما في ذلك:
- الترفيع الهام للدعم الأمريكي العسكري من أجل محاربة الإرهاب.
- تحسين بعض البرامج لمقاومة الإرهاب (رغم أنها ما زالت تشكو من بعض الصعوبات بفعل النظام التونسي).
- تم تقوية العلاقات التجارية بما في ذلك القيام بلقاء مجلس مشترك في إطار TIFA (1  ) ، وقد تم ارسال بعثات تجارية واقتصادية عديدة ، وزيادة النشاط في عالم الأعمال بين البلدين .
- بناء ارتباطات بين الشباب والمثقفين من خلال برامج تعليم اللغة الانجليزية ، ومهرجان للسنما ، ومجهودات التواصل في مجال الاعلام .
- والسعي المتواصل على تشجيع اهتمام نواب الكغرس الأمريكي بتونس .



9 - ولكننا كذلك شهدنا عددا كبيرا من الإخفاقات . فالحكومة التونسية غالبا ما تتجنب التفاعل الجاد ، وبالتالي هناك عدد هائل من الفرص الضائعة .
- والحكومة التونسية رفضت التعامل بإيجابية مع "مشروع تحدي الألفية الجديدة":(الذي يوفّر المحاسبة الجادة للحكومة التونسية من أجل تحقيق مستوى عال للحكم الرشيد وتطبيق الديمقراطية) .
- الحكومة التونسية امتنعت عن تحقيق دعم مشاريع الشباب عبر البرامج المتاحة لمنظمة العون الأمريكي .
- الحكومة التونسية قلّصت من جانب واحد عدد الطلبة المنتفعين بالمنح الدراسية التي ترصدها الولايات المتحدة الأمريكية تحت مشروع "فول برايت" للدراسة في الجامعات الأمريكية .
- الحكومة التونسية امتنعت عن التفاوض حول فتح الأجواء (لتسهيل الملاحة الجوية) .
- ومن أكثر الأشياء المثيرة أن الحكومة التونسية فرضت ضرائب ذات فعل رجعي بطريقة أحادية ، ومفتقدة للباقة بخصوص مدرسة التعاون الأمريكية بتونس .وليس هناك شك أن هذا الفعل تم بإيعاز من عناصر قوية (وربما تكون ليلي الطرابلسي من بينهم) تشرف على المدرسة الدولية بقرطاج (المؤسسة حديثا) .
وذلك يثير أسئلة حرجة حول طبيعة الحكم التونسي وحول صداقتنا .وإذا حصل في النهاية أن أفعال الحكومة التونسية هذه ، ستجبر عمليا مدرسة التعاون الأمريكي على الإغلاق فإن هذا يستوجب منا أن نقلّص من بعثتنا الدبلوماسية ونحدّ من برامجنا وأن نحجّم علاقاتنا الثنائية إلى الحدّ الأدني .


10 - وفي نفس الوقت فان الحكومة التونسية رفعت وتيرة سيطرتها حيث جعلت من نشاط البعثة الأمريكية يكاد يكون وبشكل استثنائي مستحيلا . ان وسائل مراقبة وتحديد نشاطاتنا والتي وضعها وزير الخاريجة عبد الوهاب عبد الله ، حيث أصبحت تتطلب من البعثة الدبلوماسية الأمريكية الحصول على رخصة مكتوبة قبل الإتصال بأي مسؤول في اي وزارة كانت ، بل تعدى ذلك إلى المنظمات شبه الرسمية ، أما بالنسية للمستوى المتوسط من السمؤولين التونسيين فلم يعد مسموحا لهم التحادث مع أي شخص من السفارة الأمريكية من دون الحصول على رخصة واضحة تتضمن التعليمات الدقيقة في مواضيع الحديث وكيفية طرقها . بل ان كل مطالب اللقاءات أو أي اجراءات آخرى يجب أن تمر عبر الإجراء الدبلوماسي الرسمي . وحتى اغلبية تلك المطالب الدبلوماسية الرسمية لا نحصل على جواب لها . والملاحظ أن هذا التمشي لم يكن خاصا بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ، بل هو شامل لكل السفارات الأجنبية في تونس والتي تخضع لنفس هذه الألوان من التسلط لكننا أصبحنا نلحظ أن السفارات الأخرى أصبحت أقل انزعاجا لخضوعها لتلك الإجراءات (المتعسفة) .


11 -وبالاضافة الى المراقبة والتسلط البيروقراطي ، فان الحكومة التونسة تجعل من الواجب العادي لتواصل البعثة الأمريكية مع عامة مكونات المجتمع التونسي صعبة للغاية .
ان الصحف التى تسيطر عليها الحكومة التونسية كثيرا ما تهاجم نشطاء المجتمع المدني الذين يشاركون في بعض نشاطات السفارة بوصمهم بالخونة ، وفي بعض الأحيان يقوم البوليس بالزي الرسمي المتواجد خارج السفارة ، باهانة وشتم المشاركين الذين يدخلون السفارة . وكمثال على تكتيكات السلطة التونسية : فحينما رصدنا منحة لمرأة تونسية كجائزة من خلال برنامج (MEPI) (2  )، فإن مديرها المسؤول في وزارة التجارة طلب منها ألا تذهب للحصول عليها . فأصرّت على تسلمها لكنها في النهاية خضعت لطلب المدير المسؤول خصوصا بعد تلقيها لتهديدات بالقتل مجهولة المصدر .
ان بعض تصرفات الحكومة التونسية (المتوترة) ربما تعزى الى بغضها الشديد لأجندة الادارة الأمركية السابقة من أجل اشاعة الحريات في تونس والعالم العربي . وذلك لأن الحكومة التونسية تعتبر تلك السياسة (توسيع الحريات والديمقراطية) خطيرة عليها ، وتعتقد أنها ستفتح الباب أمام المتطرفين الإسلاميين لإستلام السلطة (عند تثبيت الديمقراطية واحترام حقوق الانسان) .
المسؤولون في الحكومة التونسية لم يتركوا ذلك سرّا ، بل عبّروا عن رفضهم لتلك السياسات للسفير مباشرة ، كما عبروا عن رفضهم تواصل شخصيات سياسية من السفارة مع زعماء أحزاب المعارضة التونسية وبالخصوص بالسيد نجيب الشابي زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يحظى من الرئيس التونسي بعداوة شخصية قوية جدا ، ونفس الشعور تجاه نشطاء المجتمع المدني الذين ينتقدون نظامه . كما عبّرت السلطات التونسية عن انتقادها اللاذع للادارة الأمريكية السابقة بسبب تصريحاتها المنتقدة لها علنيا (من مثل التصريح،في اليوم العالمي لحرية الصحافة في سنة 2008) والذي حسب رأيهم استهدف ظلما الحكومة التونسية .
مالذي يجب علينا فعله أمام هذه الأوضاع السيئة ؟


13 - انه لا يمكننا ان نتحمّل مزيدا من الاحباط نتيجة ظروف العمل هنا ، ولكننا لا نستطيع بحال من الأحوال أن نشطب تونس ، لأن المصالح في الميزان كبيرة جدا ولا يمكن بحال التخلي عنها . حيث أن لنا مصلحة كبيرة في التوقي من خطر تعاظم دور القاعدة في المغرب الاسلامي ، وكذا بعض المجموعات المتطرفة الأخري ، من أن يتمكنوا من وضع ساقهم في تونس . ولذا فمن مصلحتنا الحفاظ على أن يبقى الجيش التونسي محترفا ومتسما بالحياد . كما أنه من مصلحتنا كذلك بناء انفتاح سياسي أكبر، وتوسيع احترام حقوق الانسان في تونس .انه من مصلحتنا كذلك بناء الازدهار الإقتصادي والإجتماعي وتقوية الطبقة المتوسطة في تونس لأنها تمثل ركيزة الاستقرار على المدى البعيد للدولة التونسية . بل الأكثر من ذلك فإننا في حاجة الى تقوية التفاهم الثنائي من أجل اصلاح صورة الولايات المتحدة لدى الناس وأن نحقق تعاونا أكبر تجاه الكثير من التحديات الإقليمية .
ان الولايات المتحدة تحتاج الى المساعدة في هذه المنطقة من أجل تحقيق سياساتنا . وتونس هو البلد الذي نجده لصالحنا في الوقت المناسب .
سياسة "نمــدّ يدنــا"


14 - منذ الاحتفاء بالتسمية الرسمية للرئيس أوباما ، أصبح التونسيون أكثر قابلية للولايات المتحدة الأمريكية ، ورحّب المسؤولين الكبار في الحكومة التونسية بحرارة ، بتصريحات وخطب الرئيس أوباما ، بل كان الاطراء خاصة لخطابه المشهور في القاهرة ، والذي وصفه وزير الخارجية بالمشجع . وفي نفس الوقت فإن بعض الشخصيات في المجتمع المدني الذين قاطعوا نشاطات السفارة الأمريكية التى كانوا يدعون إليها ، وذلك تعبيرا على معارضتهم الشديدة لحرب العراق ، قد بدؤوا الآن يتجاوبون مع السفارة مجددا . وفي العموم فان التحولات التي أحدثتها سياسة مدّ اليد من الرئيس أوباما عند خطاب تقلده الرئاسة كان له الصدى القوى لدى التونسيين . لقد كان ملموسا ترحيب التونسيين بالكثير مما فعلته ادارة الرئيس أوباما بما في ذلك قراره غلق سجن غوانتانامو ، وتخطيطه لسحب قواته من العراق . وفوق كل ذلك فان التونسيين كانوا مبتهجين ومرتاحين لنوعية خطابات الرئيس أوباما وبياناته وأفعاله (الى حدّ الآن في الشرق الأوسط ) .
كيف يمكننا التقدم بالنسبة للديمقراطية وحقوق الانسان "في تونس"



15 - لقد أوجدت إدارة الرئيس أوباما فرصة كبيرة لنا ، ولذا فعلينا استكشاف كيف يمكن أن نسلك الطريق من أجل تحقيق علاقات ثنائية أكثر مردودية لصالح البلدين .
يقول المسؤولون في الحكومة التونسية أن الولايات المتحدة الامريكية تحاول التركيز على القضايا التي لا تجد الحكومة التونسية ارتياحا في التجاوب معها (مثل قضية الحريات والديمقراطية) ، ويشيرون في هذا الى نداءاتنا من أجل توسيع الاصلاحات الديمقراطية واحترام حقوق الانسان ، ويحتجون بأنهم بصدد تحقيق تقدم (على شاكلتهم) .
فمنذ سنين وهدف السفارة الأمريكية الأول ، كان وما يزال تحقيق التقدم في هذه المجالات (الديمقراطية وحقوق الانسان).
ونحتاج الى الحفاظ على تركيزنا على ذلك الهدف خصوصا وسنة 2009 هي سنة الانتخابات في تونس .والرئيس بن علي متيقن أنه سينتخب مجددا وبفارق كبير جدا ، وذلك طبقا لعملية انتخابية لن تكون جتما حرّة ولا نزيهة ، وفي هذا الإطار لا بد من مواصلة التقليل من أهمية هاته المواضيع وأن نحافظ على التواصل (الجيد) مع بعض أحزاب المعارضة ومجموعات المجتمع المدني المنتقدة للنظام القائم في تونس .



16 - ويجب أن ندرس كيفية اعلان سياستنا هذه ، وعلينا كذلك أن نكون يقظين في كيفية التعبير العلني عن سياستنا المذكورة أعلاه .
ومنذ سنوات عديدة ، كانت الولايات المتحدة الأمريكية دائما في المقدمة ، سواء كان ذلك في السرّ أو العلن ، في انتقاد الحكومة التونسية بسبب غياب الديمقراطية وافتقار احترام حقوق الإنسان بتونس . وما زال هناك مجال لذلك الإنتقاد ، و يجب علينا أن لا نتخلى مطلقا عن مواصلة تبنى هذه السياسة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وسفارتها . ولكن لا يفوتنا أن نوصي بتوخي مقاربة أكثر براغماتية في هذا المجال ، حتى يتسنّى لنا ان نتحدث بصراحة ووضوح مع المسؤولين الكبار في السلطة التونسية حول انشغالاتنا فيما يتعلق بواقع الديمقراطية وممارسة حقوق الانسان في تونس ، لكن علينا التقليل من انتقادهم علنيا .
ان المسألة الأساسية والتي يجب القيام بها دائما هي التشبث بالحديث الصريح والواضح اثناء اللقاءات الخاصة التي تجمعنا مع كبار المسؤولين . كما نوصي بأن نكون واضحين جدا مع مسؤولي الحكومة التونسية بأننا غيّرنا مقاربتنا السابقة في انتقادنا للسلطة ، لكنه في الوقت ذاته يجب علينا كذلك أن نكلمهم بوضوح بأننا سنواصل التفاعل المباشر في لقاءات خاصة مع أحزاب المعارضة وعناصر المجتمع المدني .




17 - واضافة لذلك ، علينا مضاعفة الجهود من أجل اقناع شركائنا الأوروبيين والبلدان التى نشترك معها في القناعات من أجل تكثيف مجهوداتهم لإقناع الحكومة التونسية لتسريع الاصلاح السياسي المنشود .
لكننا في الوقت الذي نجد أن بعض البلدان الأوروبية (مثل بريطانيا وألمانيا) متفقين معنا ، نجد بعض الدول الأساسية مثل فرنسا وايطاليا تستحيان من ممارسة ضغوطا على الحكومة التونسية ، وبالتالي علينا ان نعمل من أجل دفعهم للقيام بذلك ، وأن تتم مقايضة الدعم من أجل الحصول على "مرتبة الشريك المتقدم" بالتزام النظام التونسي بتحقيق الديمقراطية واحترام حقوق الانسان .

تحقيق أهداف أمريكية أخرى


18 - وسواء نجحنا في مجال الديمقراطية وحقوق الانسان أم لا ، فإن الولايات المتحدة الأمريكية لها مصلحة معتبرة في بناء علاقاتها مع أطياف واسعة من التونسيين وخصوصا الشباب ، ومن أجل تحقيق ذلك يجب بناء نوايا طيبة مع الحكومة التونسية وأن نعرض عليها الحوار في قضايا عديدة تمس مصالحنا المشتركة وتُدعم بالمزيد من المساعدات الأمريكية لتونس .
ان المصلحة الكبرى للحكومة التونسية هي التفاعل الأكبر في القضايا الاقتصادية ، على سبيل المثال الترفيع في نسبة الإستثمار والتجارة وكذلك الدعم الفني خصوصا في مجالات نقل التكنولوجيا . وسيرحب التونسيون باعادة احياء الشراكة الاقتصادية الأمريكية مع الشمال افريقيا ، وكذلك القيام بمجهودات اخرى تُمكن من مزيد الاندماج الاقتصادي بشمال افريقيا .


19 - واضافة لكل ما سبق ، علينا أن نطرح التفاعل العملي الجاد معنا ، وذلك كأولوية عليا في مواضيع محادثاتنا مع المسؤولين التونسيين والذين سينتفعون من الولايات المتحدة بما في ذلك :
- المزيد من برامج اللغة الانجليزية المتكاملة .
- تقديم منح دراسية في مستوى دكتوراه الدولية للطلبة التونسيين للدراسة في الولايات المتحدة ، مثل تلك المنح التي يقدمها "برنامج العون الأمريكي" والتي كانت متاحة أثناء السبعينات والثمانينات .
- دعم أكبر للإرتباط بين الجامعات الأمريكية والتونسية .
- تبادل أكبر في المجال العلمي والتكنولوجي من أجل اعطاء حاجيات ملموسة دعما للإتفاقية الثنائية في مجال العلم والتكنولوجيا (التي تشرف عليها الخارجية الأمريكية) ، والتي لا يمكن أن يكون لها مفعولا يذكر ، اذا لم يكن هناك دعما ماليا وراء تلك الإتفاقية .


- كما أنه لا بد من الإكثار من البرامج الثقافية .



20 - وبالاضافة للحديث مع الحكومة التونسية ، فاننا نحتاج للتفاعل مباشرة مع كل مكونات الشعب التونسي وخصوصا شريحة الشباب . والسفارة بصدد توظيف الفايسبوك كوسيلة تواصل واتصال معهم .
بالاضافة لمدونة السفير الأمريكي والتي تمثل مهمة جديدة لنا ، وقد نجحت في جلب انتباه التونسيين .
وفي السنوات القليلة الماضية ، استطاعت السفارة الأمريكية الترفيع في كم التواصل مع الشباب التونسي من خلال اقامة الحفلات والمهرجانات السنمائية ونشاطات أخرى .كما أن المركز الإعلامي للسفارة وقسم "الزوايا الأمريكية" تمثلان وسائل لها شعبية لدى التونسيين من أجل حصولهم على الاعلام والمعلومة الغير مصنصرة في تونس (من قبل النظام التونسي) ولذا علينا ان نواصل ونزيد من مثل هذه البرامج .
وكذا العمل على تحقيق أهم أهداف السياسة الخارجية الأمريكية والتعاون الأمني.




21 - يجب علينا أن نتبع طرقا جديدة من أجل تحقيق تفاعل أفضل للنظام التونسي معنا ، ومن أجل تجسيد أجندتنا الواسعة لسياساتنا الخارجية . ونعتقد أن الحكومة التونسية سترحّب بهذا النوع من التفاعل والالتزام معنا ، وبذلك سنحقق النتائج المرجوة : التى لا تنحصر في العلاقات الثنائية فقط بل كذلك في القضايا الدولية . وعلى سبيل المثال ، يجب الاستمرار في الاعتماد على دعم الحكومة التونسية لمجهوداتنا لتحقيق السلام بين الاسرائيليين والفلسطنيين وبين الاسرائليين والبلدان العربية .
وبالرغم من أن تونس لها تأثير محدود داخل الجامعة العربية لكنها مستمرة في بقائها ضمن معسكر الاعتدال ، مثلما برهنت على ذلك أخيرا حينما رفضت المشاركة في قمة الدوحة الإستثنائية بخصوص الوضع في غزة . وفي الوقت المناسب سنوصي بمزيد القيام بوضع الحكومة التونسية في الصورة ، حول مجهوداتنا ضمن عملية السلام ليقدموا مزيدا من الدعم لسياساتنا (في الصراع العربي الإسرائيلي) . وأن مجيء المبعوث الخاص السيد ميتشل في أفريل الماضي كان له وقعا جيدا وقد وقع الترحيب بهذه المبادرة ، وعلينا أن نستمر في البحث عن طرق أكثر لمثل هذا التشاور .




22 - كذلك هناك فرص هامة في مجال التعاون الأمني ، لكنه في البداية يجب علينا ان نتأكد من أن السلطة التونسية عازمة على تحسن آداءها بخصوص تشريكنا في معلوماتها الاستخباراتية المتصلة بمشكلة التهديد الارهابي في شمال افريقيا . وقد وضحنا لهم ذلك سابقا ، لكنهم ومرّة أخرى ، فإن الحكومة التونسية قد فشلت أخيرا في اطلاعنا على المعلومات التى تمتلكها وذلك في وقت حساس بالنسبة لنا، وربما كان ذلك بطريقة محسوبة من قبل السلطة التونسية ، بشأن عملية تستهدف رجالا من الجيش الأمريكي . وقد اتخذ "GRPO  " خطوات ملموسة من أجل توسيع التعاون (الاستخباراتي) من خلال حلقات اتصال (من جانب الاستخبارات التونسية) ، وقد تحقق تقدم ملموس في مجال هذا التعاون المثمر ولكن هناك امكانية للتحسن أكثر .



23 - وفي مجال التعاون العسكري ، فقد حان الوقت أن تتحول مساعدتنا العسكرية التي تُمول من "صندوق العون العسكري الخارجي" الى برامج هادفة تحقق حاجياتنا وأهدافنا المباشرة .

وهناك أدلة كثيرة بان الجيش التونسي لا يحتاج الى مساعدات عينية من "صندوق العون الامريكي" بالدرجة التي يدعيها النظام التونسي ، ولكن في كل الاحوال لم يتحقق لنا بتلك الطريقة من التعاون الا شيئا قليلا لا يُعتدّ به ، وعوض ذلك علينا التركيز في عملنا مع المسؤولين التونسيين المعنيين من أجل حصر مجالات تعاون قليلة العدد ولكنها مفيدة لنا . مثل الاستعمال الأخير "للفقرة"1206" (3) ، وبرامج "PKO" (4  )، من أجل مدّ الجيش التونسي بردار أرضي متطور يراقب ( تحركات الإرهابيين على الحدود) وكذلك طائرات مراقبة بدون طيار ، ان ما حصل يعتبر مثالا جيدا ، (في كيفية مساعدة الجيش التونسي عوض الاستعمال الغير مدروس لصندوق العون العسكري الخارجي) .

رسالتنا : التعاون الأكبر يتوقف على التفاعل الجاد (من السلطات التونسية) .



24 - ان تونس اليوم ليست حليفا ، ولكننا ما زلنا نشترك معها في قيم وتاريخ هامين .ومن الانصاف ، اعتبار السلطة التونسية صديقة بالرغم من أنه يجب أن نكون حذرين في ذلك ، لأنها قريبة منا وبعيدة عنا في نفس الوقت ، فهي يمكن أن تكون قريبة منا في مسألة وبعيدة عنا في أخرى . والأهم من ذلك أن تونس تعيش في منطقة مضطربة ولها آفاقا أفضل من أغلب بلدان المنطقة ، على الرغم من أنها تعيش مأزق (سياسيا ). وفي الختام فالتغيير الهام جدا في تونس عليه أن يترقب لحين ذهاب بن علي . لكن سياسات وطبيعة تناول الرئيس أوباما الجديدة يمكن أن توجد منفذا لفرصة جادة . وعلينا أن نستعملها من أجل ايجاد فتحات في جدار الحكومة التونسية في المجالات التي يسعون إلى تشريكنا ومساعدتنا فيها .

وكذلك علينا أن نسعى للتفاعل الجاد مع كل التونسيين (وخصوصا الشباب) بالطرق التي تمكننا من تحسين النتائج لصالح مستقبل بلدينا .


25 - لكن من أجل تحقيق النجاح ، فاننا نحتاج إلى تمويل والتزام أكبر من واشنطن . ذلك أن المشاريع الجديدة التي يجب توسيعها تحتاج الى مزيد من المال والرجال حتى يتسنى تنزيلها جيدا وخصوصا بالنسبة للشؤون العامة . فالمسؤولين السامين في الحكومة الأمريكية عليهم أن يستعدوا للقيام بزيارات أكثر كثافة مما حصل في السنوات الماضية وذلك لتفعيل أكثر للسلطات التونسية (في اتجاه ما نصبو إليه ) . وان اللقاءات بهم خارج تونس تمثل وسيلة جيدة كذلك ، اذ أن اللقاء الذي حصل أخيرا بين الخارجية الأمريكية و وزراء خارجية دول شمال افريقيا على هامش مؤتمر شرم الشيخ من اجل إعادة اعمار غزة ، يمثل نموذجا جيدا لإعطاء الدفع للتفاعل والتفعيل الذي نريده ، كما أعطى نتائج اضافية حيث أنها سمحت لنا الدفع بإتجاه تحقيق اندماج أكبر للمغرب العربي (5) .




26 - ختاما نوصي المسؤولين الأمريكيين عند لقائهم بالمسؤولين التونسيين أن يكونوا واضحين جدا في كل ما نريده منهم : فالتعاون الأمريكي الأكبر يرتبط وجوبا بتفاعل جاد وحقيقي من طرف السلطة التونسية .وهذا ما تتجنبه السلطة التونسية منذ مدّة طويلة ، فتونس بلد صغير في منطقة صعبة ، والحكومة التونسية دأبت على تقديم عهود فضفاضة وشعارات فارغة حول الصداقة (التاريخية) مع أمريكا .

يمكن ويجب أن يتم تحقيق الكثير من السلطات التونسية . ذلك أن الحكومة التونسية كثيرا ما تقول أنها حليفة للولايات المتحدة الأمريكية ، وتطالب بتفاعل جاد أكبر من الولايات المتحدة الأمريكية . وهنا يجب علينا (كمسؤولين أمريكيين) بوضوح ان نقول : نعم ، ولكن فقط حينما نحصل على المساعدة الكاملة والحقيقية منكم ، وذلك في ما يخص التحديات التى تهمنا جميعا .كما أن الحكومة التونسية معروفة بأنها تنحو الى الكلام الفضفاض عوض التفاعل والالتزام بالعمل الجاد .أما الحكومة الأمريكية ، فعليها أن تضغط وتدفع من أجل عمل جاد وتعاون حقيقي على الأرض .
غوديك .
بالتعاون مع سيد فرجاني – لندن
ملاحظات :
- نتوجه بالشكر الجزيل للسيد سيد فرجاني على الجهد الإستثنائي الذي بذله في ترجمة هذا التقرير (وغيره من وثائق وكيليكس) ، والأمانة العالية التي حرص عليها في ترجمة النص الإنجليزي إلى اللغة العربية .
- حرص السبيل أونلاين على الإلزام بالنص الحرفي لما ورد في التقرير ، إلا ما اقتضاه سياق الصياغة العربية ، لتمكين النخبة والجمهور من نص كامل وحرفي ، ولتشريك الناس في جوهر قضايا تهم مستقبل البلاد.



الهوامــــش :


(1) TIFA   ، وهي اتفاقية تضبط التعامل في اطار العلاقات التجارية والاستثمارية وغيرها بين تونس وأمريكا) ، وقد تم ارسال بعثات تجارية واقتصادية عديدة وزيادة النشاط في عالم الأعمال بين البلدين .


(2) (MEPI  ) - ((وهو مبادرة الشراكة بالشرق الأوسط ، وهو برنامج تشرف عليه الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط ، ويهدف الى دعم مجهودات الاصلاح في بلدان الشرق وشمال افريقيا ، وقد أسس سنة 2002 . ويعمل المشروع على تحقيق الأهداف التالية : تقوية المجتمع المدني وسلطة القانون ، يدعم الشباب والمرأة ، يعمل على تحسين وتوسيع التعليم ، يشجع على الاصلاح الاقتصادي ، ويعمل على توسيع المشاركة السياسية)) .


(3) "GRPO  "، هي كيان استخباراتي أمريكي يهتم بتجميع المعلومات الحساسة والخطيرة حول الارهاب وعملياته الميدانية .
(4) الفقرة" 1206 - هذا برنامج تحت سلطة وزير الدفاع الأمريكي من أجل تدريب وتوفير المعدات لجيش أجنبي أو بحرية أجنبية أو للقوات الأمن الأجنبية) وبرامج
(5) PKO   ، وهي البرامج الخاصة بعمليات حفظ السلام ميدانيا .
(6) ترى أمريكا أن المغرب العربي يجب أن يكون مندمجا اقتصايا وتجاريا وامنيا لأن ذلك يسهل الاستفادة بأكثر يسر من هذه المنطقة حيث أن المغرب العربي المندمج اقتصاديا يكون سوقا أكثر أهمية للإهتمامات التجارية للولايات المتحدة ويكون افضل في المجال الأمني في درء المخاطر الأمنية للقوى المتطرفة وخصوصا الصادرة من القاعدة في المغرب الاسلامي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق