Copyright © Jblo9 BloG
Design by Jblo9

Rechercher

الأربعاء، 20 يونيو 2012

في تونس اليوم: تصفية حسابات مع أبناء الثورة

بسم الله الرحمان الرحيم

إخترت أن أبدأ الموضوع من آخره، نظرًا لخطورة ما حصل فجر هذا اليوم في الكرم. ففي سابقة خطيرة، تم فجر هذا اليوم إختطاف أحد رجال الثورة بالكرم عماد دغيج، و قد ذكر شهود عيان بعد أداء صلاة الصبح والتوجه لقهوة : غسان بشارع فرحات حشاد ( 5 ديسمبر سابقا) توقفت 3 سيارات من انواع متعددة بعيدا عن المقهي بحوالي 50 متر وتقدم 7 اعوان امن بأزياء مدنية وامنية مغطي الوجهي وحاملين للعصي من السيد عماد دغيج أحد أهم مناضلي رجال الثورة بالكرم وتم إختطافه بعد وضع الكلبشات في يديه وحمله الي جهة غير معلومة ( ربما القرجاني ).

قليل من الناشطين من لا يعرف عماد دغيج. عماد متحصل على شهادة الأستاذية في الرياضيات، لكن المخلوع حرمه حتى من العمل، بل جعله في قائمة المتابعين من أمن الدولة أو ما يسمى بالبوليس السياسي قبل الثورة نظرًا لنشاطه الذي لم يستسغه نظام المخلوع. الذي وضعه تحت المراقبة و قيد تحركاته، لا لجريمة إرتكبها بل لأنه كان أحد المعارضين للنظام.

بين الملاحقات و المتابعات. إلى أن أتت الثورة، و لا ينكر أحد في منطقة الكرم الغربي (5 ديسمبر) الدور الذي لعبه عماد في تحميس شباب الكرم على الخروج و رفع المعنويات في أكثر الأوقات صعوبة قبل مغادرة المخلوع للسعودية.
لكن من المفارقات اليوم أن نجد نفس عماد الذي لاحقه نظام المخلوع تلاحقه نفس الوجوه اليوم في نظام "ما بعد الثورة"، أو ما اصطلح على تسميته هكذا.

يذكر أن عماد رفقة مجموعة من رجال الثورة قام بتأسيس مجموعة "رجال الثورة بالكرم" و التي اهتمت بتحقيق أهداف الثورة و منها الدفاع عن حق الجرحى في العلاج و ضمان حقوق عائلات شهداء الثورة.

اتهم أفراد من "رجال الثورة بالكرم" و من بينهم عماد في ظل حكومة السبسي بـ "حرق مركز شرطة" بمنطقة الكرم أيام الثورة. و من المفارقات أيضا، أن الكرم التي ارتقى فيها عشرات الشهداء و أصيب فيها عدد من الجرحى إلى اليوم لم تحدد السلطات المسؤولية عن إزهاق ذلك العدد من الأرواح. و على ما يبدو فإن "تونس هي الدولة الوحيدة في العالم التي أصبحت فيها الجدران أغلى ثمنا من الأرواح البشرية".

عماد اختطف من قبل فرقة خاصة على الساعة الرابعة تقريبا من صباح اليوم الأربعاء 20 جوان 2012. فإلى أين تذهب بنا الثورة و رجالها يسجنون؟ سؤال ربما تجيب عليه جدران السجون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق