Copyright © Jblo9 BloG
Design by Jblo9

Rechercher

السبت، 3 سبتمبر 2011

الفايسبوك و العالم الإفتراضي: بين ترويج الإعلام و استغلال الداخلية


كل يوم في الفايسبوك أرى 100 مسيرة و 1000 مظاهرة إحتجاجية.. التعاليق التي تدعو مشرفي الصفحات لتنظيم المسيرات لا تحصى و لا تعد، و الكلام الحماسي على الفايسبوك كأنما الثورة ستستيقظ الآن و تلهب بنارها هشيم ما بقي من الرعاع و تجار الضمير من أزلام بن علي و نظامه.. 
كل يوم أعيش ثورة جديدة على الفايسبوك، تلك الشعارات الرنانة التي أصبحت مماثلة لشعارات "إذاعة الشرق الأوسط" إبان العدوان الثلاثي على مصر.. تسمع جعجعة و لا ترى طحينا..


هنا يجب أن نتحدث عن العالم الإفتراضي (الإنترنات)، فمثلما له محاسن كسرعة وصول المعلومة و سهولة تبادلها.. فإن للعالم الإفتراضي مساوئ أيضا، و أخطرها هو التفاعل مع العالم الإفتراضي إلى درجة محاكاته للعالم الواقعي، أي تعويض العالم الواقعي بالعالم الإفتراضي.
مرض نفسي يعيشه أغلب الشعب التونسي، وهو الإنطوائ و الهروب إلى العالم الإفتراضي بما أنه هناك يمكنه تحقيق ما عجز عن تحقيقه على أرض الواقع.. ففي العالم الإفتراضي له حرية التعبير و قول ما يشاء متى يشاء و أين يشاء. على عكس الواقع التونسي الذي تقمع فيه حرية التعبير.
في الحقيقة، فقد ساهمت وسائل الإعلام من خلال الترويج للمواقع الإجتماعية و الإنترنات بصفة عامة، و ذلك من خلال الإدعاء بأن الإنترنات هو من قام بالثورة. و هذا غير صحيح، نعم مشرف صفحة و أقولها بكل وضوح الفايسبوك و غيره لم يساهم إلا بالجزء القليل في الثورة و هذا ليس احتقارا للمشرفين و المدونين.. لكن الواقعية تقول أن الإنترنات وسيلة للتواصل لا غير، فكيف لها أن تصنع ثورة؟ هذا كذب و افتراء.
من صنع الثورة هم من حملوا الحجارة وواجهوا البوليس بصدور عارية، الإنترنات كان دورها إعلامي لا أكثر. و أعتبرها أصغر حلقة في سلسلة صناعة الثورة.
الآن لنبحث عن السبب الذي جعل الإعلام يروج للإنترنات على أنها من صنعت الثورة..
السبب الأول هو صناعة النجوم وقادة الثورة، و هنا أذكر بأسماء تم استعمالها بعد الترويج لها و أذكر على سبيل المثال سليم عمامو و لينا مهنى..إلخ
السبب الثاني هو ضمان إخماد الثورة لأن الشعب بعد سماعه بمصدر الثورة سوف يسارع للإنضمام للمد "الثوري" و بذلك يضمنون أن الشعب سيصاب بمرض الإنطوائية و الهروب إلى العالم الإفتراضي الذي يوفر له كل متطلباته التي لا يجدها في الواقع.
السبب الثالث هو سهولة التأطير و المراقبة على الإنترنات من خلال التجسس على تحركات الأفراد
الكثير لا يعلم أن لوزارة الداخلية فريق خبراء نفسانيين و أن هذا الفريق المختص هو من يدرس الفعل و ردة الفعل.. و لدينا معلومات من مصادر في الداخلية تقول أن تقرير يومي يأتي للحبيب الصيد على مكتبه فيه دراسة مدققة للأوضاع النفسية للتونسي. يعني عندما يريدون الإقدام على خطوات خطيرة كتهريب مسجون أو قمع حركة إحتجاجية فهم يختارون أهدأ الفترات التي يعلمون فيها أن الشعب منوم بالطريقة التي يريدونها..

لكن كيف يقوم هؤلاء الخبراء باختباراتهم؟
فريق الخبراء موجود على الإنترنات و خاصة على المواقع الإجتماعية، أولا هم يقومون بمتابعة الصفحات التي تهتم بالثورة و يراقبون تفاعلات المشاركين فيها و تعليقاتهم على الأخبار.. و ثانيا وهذا الأخطر، أنهم يسربون الإشاعات قبل فترة من تنفيذها، و ذلك حتى يقيموا ردة الفعل عندما يقع تنفيذ المخطط (هو نفسه الإشاعة التي يسربونها قبل فترة).. و أيضا، هم بذلك يحاولون ضرب مصداقية الصفحات و المواقع الداعمة للثورة.. أيضا، يجعلون من الخبر عاديا عند تنفيذه.. فنفسانيا التفاعل لا يكون في المرة الثانية التي تتابع فيها خبرا كما تابعته في المرة الأولى و تفاعت معه..

الموضوع طويل و لا يمكنني الحديث فيه في مجرد مقال.. لكن هذه بسطة تبين للفايسبوكيين و خاصة لمشرفي الصفحات الداعمة للثورة آلية عمل وزارة الداخلية على الفايسبوك. و المعلومات مستقاة من مصادر شريفة في وزارة الداخلية. و الأمر أكبر مما يتخيل أي تونسي..

بقلم: أدمين فاروق الإسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق